يا حفيظ ...
شيء يجنن ...
ويزيد المغيظين من هذا «المقتحم المتهجم» أن يهاجم «الأصلاء» فلا يبالي هجوما عليه أو يباليه، ولكنه بأصبع واحدة من إحدى يديه يرده على عقبيه ...
يا حفيظ ... شيء يجنن شيء يغيظ!
ولقد أراحنا الله من هذه الأوثان في عالم الرتب والنياشين، وبقي الطقم الأخير من أوثان الألقاب، والمظاهر في عالم «العلم» المحجوز على ذمة المعاهد والدواوين ...
وكان خليقا بهذا الوثن المتخلف أن يتحطم أو يتهشم أو يقبع في عقر داره بعيدا عن الأنظار والأسماع، ولكنه - وهو الوثن «الحيلة» والبقية الباقية من القبيلة - قد ضوعفت حوله القناديل والقرابين، وأوشك وحده أن يخلف أوثان الدنيا والدين.
وأغيظ ما يكون عابد الوثن إذا كان للوثن صلاته وصيامه، وكان حول الوثن طوافه وقيامه، وكان كل حقه في سمعة العلم مرهونا بلقبه، وكل توهين لشأن هذا اللقب موهنا لحجته في دعواه، وما من حجة له سواه ...
إن من أهل العلم من هو على موثق من فضله، ومن هو في غنى عن قشور المظهر بلبابه، فلا موضع لصغائر الدعوى في سبيل هذه النافلة عنده، ولي صديق في كل إنسان، وكل ذي أمانة من هؤلاء، ولهم حق على الناس أراه على سنة الإنصاف والوفاء، ولكنني أدعو الله ألا يحرمني من عداوة مدع دخيل على حرم المعرفة وحرمتها، نكرانه للفضل على قدر شعوره بعرفان غيره، وكفرانه بالحق على قدر صواب المحق لا على قدر خطئه، فإن الذي لا صواب له يكفي الحاقدين مئونة النقمة عليه واللجاجة في مذمة عمله وبخس جهده واجتهاده.
والحمد لله على عداوة هؤلاء، ووقانا الله شر الرضا من هؤلاء، وشر الصداقة والأصدقاء «الألداء» من هؤلاء وأشباه هؤلاء ...
ولست أحدث القارئ بجديد في أمر العداوة على المظهر والعنوان، ولا في أمر الغيرة على الأصنام والأوثان، وأقبحها أوثان المظاهر والعناوين في أمة شقيت طويلا بأرباب الطغيان، قبل أرباب الأديان ...
ناپیژندل شوی مخ