امالي ابي طالب ع
أمالي أبي طالب ع
ژانرونه
الحمد لله الذي لا يفره المنع، ولا يكديه الإعطاء، إذ كل معط ينتقص سواه، هو المنان بفوائد النعم، وعوائد المزيد، ضمن عيالة خلقه، وأنهج سبيل الطلب للراغبين إليه، وليس فيما سئل بأجود منه فيما لم يسأل، وما اختلف عليه دهر فيختلف فيه الحال، ولو وهب ما شقت عنه معادن الجبال، وضحكت عنه أصداف البحار من فلز اللجين، وسبايك العقيان، ونثار الدر، وحصائد المرجان لبعض عبيده لما أثر ذلك في جوده، ولا أنفد سعة ما عنده، ولكن عنده من ذخائر الإفضال ما لم تنفده مطالب السؤال، ولا تخطر لكثرته على بال؛ لأنه الجواد الذي لا تنقصه المواهب، ولا يبخله إلحاح الملحين، وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، فما ظنكم بمن هو هكذا سبحانه وبحمده.
أيها السائل، إعقل عن ما سألتني عنه، ولا تسألن أحدا عنه بعدي، فإني أكفيك مؤنة الطلب، وشدة التعمق في المذهب. وكيف يوصف الذي سألتني عنه ؟ وهو الذي عجزت الملائكة مع قربهم من كرسي كرامته، وطول ولههم إليه، وتعظيم جلال عزته، وقربهم من غيب ملكوت قدرته إن يعلموا من علمه إلا ما علمهم، وهم من ملكوت القدس بحيث هم، ومن معرفته على ما فرطهم عليه، فقالوا: {سبحانك لا علم لنا إلاما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم}، فعليك أيها السائل بما دلك عليه القرآن من صفته، وتقدمك فيه الرسل بينك وبين معرفته، فأتم به، واستظل بنور هدايته، فإنما هي نعمة وحكمة أوتيتها، فخذ ما أوتيت وكن من الشاكرين، وما كلفك الشيطان عليه مما ليس عليك في الكتاب فرضه، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا عن أئمة الهدى أثره؛ فكل علمه إلى الله سبحانه، فإن ذلك منتهى حق الله عليك.
مخ ۲۳۷