امالي ابي طالب ع
أمالي أبي طالب ع
ژانرونه
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد البغدادي، قال: حدثنا أبو القاسم عبدالعزيز بن إسحاق بن جعفر الكوفي، قال: حدثنا أحمد بن عبدالجبار، قال: حدثني موسى بن إبراهيم المروزي، قال: حدثني إسحاق بن محمد بن عبد الله التيمي،
عن أبي الجارود، أن زيد بن علي عليه السلام خطب أصحابه حين ظهر، فقال:
الحمد لله الذي من علينا بالبصيرة، وجعل لنا قلوبا عاقلة، وأسماعا واعية، وقد أفلح من جعل الخير شعاره، والحق دثاره، وصلى الله على خير خلقه الذي جاء بالصدق من عند ربه، وصدق به الصادق محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الطاهرين من عترته وأسرته، والمنتجبين من أهل بيته، وأهل ولايته.
أيها الناس، العجل العجل قبل حلول الأجل، وانقطاع الأمل، فوراءكم طالب لا يفوته هارب، إلا هارب هرب منه إليه، ففروا إلى الله بطاعته، واستجيروا بثوابه من عقابه، فقد أسمعكم وبصركم ودعاكم إليه وأنذركم، وأنتم اليوم حجة على من بعدكم، إن الله تعالى يقول: {ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ولا تكونو كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وألئك لهم عذاب عظيم}.
عباد الله، إنا ندعوكم {إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله}، عباد الله، إن الله دمر قوما {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}.
عباد الله، كأن الدنيا إذ انقطعت وتقضت لم تكن، وكأنما هوكائن نزل، وكأنما هو زائل عنا قد رحل، فسارعوا في الخير، واكتسبوا المعروف، تكونوا من الله بسبيل، فإنه من سارع في الشر واكتسب المنكر، ليس من الله في شيء.
مخ ۲۲۸