امالي ابي طالب ع
أمالي أبي طالب ع
ژانرونه
أنا اليوم أتكلم وتسمعون، ولا تنصرون، وغدا بين أظهركم هامد فتندمون، ولكن الله ينصرني إذا ردني إليه وهو الحاكم بيننا وبين قومنا بالحق، فمن سمع دعوتنا هذه الجامعة غير المفرقة، العادلة غير الجائرة، فأجاب دعوتنا وأناب إلى سبيلنا، وجاهد بنفسه نفسه، ومن يليه من أهل الباطل ودعائم النفاق، فله ما لنا وعليه ما علينا، ومن رد علينا دعوتنا وأبى إجابتنا واختار الدنيا الزائلة الآفلة على الآخرة الباقية، فالله من أولئك بريء، وهو يحكم بيننا وبينكم.
إذا لقيتم القوم فادعوهم إلى أمركم، فلئن يستجيب لكم رجل واحد خير لكم من ما طلعت عليه الشمس من ذهب وفضة، وعليكم بسيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بالبصرة والشام، لا تتبعوا مدبرا، ولا تجيزوا على جريح، ولا تفتحوا بابا مغلقا، والله على ما أقول وكيل.
عباد الله، لا تقاتلوا عدوكم على الشك فتضلوا عن سبيل الله، ولكن البصيرة، ثم القتال، فإن الله يجازي عن اليقين أفضل جزاء يجزي به على حق، إنه من قتل نفسا يشك في ضلالتها، كمن قتل نفسا بغير حق، عباد الله البصيرة البصيرة.
قال أبو الجارود، فقلت له: يا ابن رسول الله، يبذل الرجل نفسه على غير بصيرة، قال: نعم، إن أكثر من ترى عشقت نفوسهم الدنيا، فالطمع أرداهم ألا القليل، الذين لا تخطر على قلوبهم الدنيا، ولا لها يسعون، فاولئك مني وأنا منهم.
مخ ۲۲۹