امالي ابي طالب ع
أمالي أبي طالب ع
ژانرونه
أيها الناس، إنما مبدأ وقوع الفت:ن أهواء تتبع، وأحكام تبتدع، يخالف فيها كتاب الله، يتولى فيها رجال رجالا، فلو أن الحق خلص لم يكن اختلاف، ولو أن الباطل خلص لم يخف على ذي حجا، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمتزجان، هنالك استحوذ الشيطان على أوليائه دون الذين سبقت لهم من الله الحسنى، اليوم عمل ولا ثواب، وغدا ثواب ولا عمل، كونوا مفاتيح الهدى، بنا نفى الله ربق الذل عن أعناقكم، وبنا يفتح ويختم لابكم، والله أيها الناس، لقد أدركت أقواما كانوا يبيتون سجدا لله وقياما، كأن صرير النار في آذانهم، إذا ذكروا الله مادوا كما تميد الشجرة في يوم الريح العاصف، أيها الناس، إن الله حد حدودا فلا تعتدوها، وفرض فروضا فلا تنقصوها، وأمسك عن أشياء لم يمسك عنها نسيانا بل رحمة من الله لكم، فأقبلوها، ولا تكلفوها، حلال بين وحرام بين، وشبهات بين ذلك، فمن ترك ما اشتبه عليه، فهو لما استبان له أترك، والمعاصي حمى الله، فمن رتع حولها أوشك أن يواقعها(1).
أنشدنا أبو الفضل محمد بن الحسن بن الفضل بن المأمون ببغداد، قال: أنشدنا أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري النحوي، قال: أنشدنا أحمد بن يحيى يعني ثعلب لأبي العتاهية :
إذا مالت الدنيا مع المرء رغبت ... إليه ومال الناس حيث يميل
ولم يفتقر يوما من الدهر معدما ... جواد ولم يستغن قط بخيل
أرى علل الدنيا علي كثيرة ... وصاحبها حتى يموت عليل
إذا انقطعت عني من العيش مدتي ... فإن غنى الباكيات قليل
أخبرنا محمد بن علي العبدكي، قال: حدثنا محمد بن يزداد، قال: حدثنا يعقوب بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا أبو زهير عبدالرحمن بن مغرى الدوسي، قال: حدثنا عوانة بن الحكم، قال:
مخ ۲۲۳