222

فسبح علي عليه السلام ربه عز وجل وعظمه، وقال: الحمد لله الذي هو أول لابدئ مما، ولا باطن فيما، ولا ممازج مع ما، ولا حال بما، ليس بشبح فيرى، ولا بجسم فيتجزأ، ولا بذي غاية فيتناها، ولا بمحدث فيتصرف، ولا بمستتر فيتكشف، ولا كان بعد أن لم يكن، بل حارت الأوهام أن تكيف المكيف للأشياء، من لم يزل لا بمكان، ولا يزول لاختلاف الأزمان، ولا يقلبه شأن بعد شأن، البعيد من تخيل القلوب، المتعالي عن الأشباه والضروب، علام الغيوب، فمعان الخلق عنه منفية، وسرائرهم عليه غير خفية، المعروف بغير كيفية، لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس، لا تدركه الأبصار، ولا تحيط به الأقدار، ولا تقدره العقول، ولا تقع عليه الأوهام(1).

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن زيد الحسيني رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا الناصر للحق الحسن بن علي رضي الله تعالى عنه، قال: حدثنا أخي الحسين بن علي، عن محمد بن الوليد، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام، عن إسماعيل الجعفي، قال:

قال لي أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام: خطب أمير المؤمنين علي عليه السلام الناس، بعد أن استخلف بستة أيام، فحمد الله وأثنى عليه، وأفاض في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال:

مخ ۲۲۲