221

ألا إن الحق لو أخلص لم يخف على ذي حجا، ألا وإن الباطل لو أخلص لم يخف على ذوي حجا، ولكنه يؤخذ من هذا ضغث، وهذا ضغث فيمزجان، فحينئذ استولى الشيطان على حزبه، ونجا حزب الله الذي سبقت لهم من الله الحسنى، ألا وإن الباطل خيل شمس ركبها أهلها، وأرسلوا أزمتها، فسارت حتى انتهت بهم إلى نار وقودها الناس والحجارة، ألا وإن الحق مطايا ذلل ركبها أهلها، وأعطوا أزمتها فسارت بهم الهوينا حتى أتت ظلا ظليلا.

فعليكم بالحق فاسلكوا سبيله، واعملوا به تكونوا من أهله، ألا وإن من خاف حذر، ومن حذر جانب السيئات، ألا وإنه من جانب السيئات أدلج إلى الخيرات في السراء، ومن أراد سفرا أعد له زادا، فأعدوا الزاد ليوم الميعاد، واعملوا لجزاء باق، فإني والله لم أر كالجنة نام طالبها، ولم أر كالنار نام هاربها.

حدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله إملاء، قال: أخبرنا أبو العباس الفضل بن العباس الكندي، قال: حدثنا محمد بن سهل بن ميمون العطار، قال: حدثنا عبد الله بن محمد البلوي، قال: حدثنا عمارة بن زيد، عن عبد الله بن العلاء، عن صالح بن سميع، عن عمرو بن صعصعة بن صوحان، عن أبيه،

عن أبي المعتمر، قال: حضرت مجلس أمير المؤمنين علي عليه السلام في جامع الكوفة، فقام إليه رجل مصفر اللون،كأنه من متهودة اليمن، فقال: يا أمير المؤمنين، صف لنا خالقك، وانعته لنا حتى كأنا نراه، وننظر إليه!

مخ ۲۲۱