220

أخبرنا أبي رحمه الله، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني، قال: حدثنا إسحاق بن العباس بن محمد بن موسى بن جعفر، قال: حدثني جدي، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام، قال: لما ضرب أمير المؤمنين علي عليه السلام الضربةالتي توفي منها استند إلى إسطوانة المسجد والدماء تسيل على شيبته، وضج الناس في المسجد كهيئة يوم قبض فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فابتدأ خطيبا، فقال بعد الثناء على الله والصلاة على نبيه :

كل امرء ملاق ما يفر منه، والأجل تساق إليه النفس، والهرب منه موافاته، كم أطردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الأمر فأبى الله إلا ستره، وإخفاءه علما مكنونا.

أما وصيتي بالله عز وجل، فلا تشركوا به شيئا، ومحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلا تضيعوا سنته، أقيموا هذين العمودين، حمل كل امرء منكم مجهوده، وخفف عن العجزة رب كريم رحيم، ودين قويم وإمام عليم، كنتم في إعصار وذرور رياح تحت ظل غمامة إضمحل راكدها.

ليعظكم خفوتي، وسكون أطرافي، إنه لأوعظ لكم من نطق بليغ. ودعتكم وداع امرء مرصد للتلاق، غدا ترون أيامي وتكشف لكم عن سرائري، فعليكم السلام إلى يوم اللزام، كنت بالأمس صاحبكم، وأنا اليوم عظة لكم، وغدا أفارقكم، فإن أبق فأنا ولي دمي، وإن أفنى فالقيامة ميعادي، عفا الله عني وعنكم.

أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد البغدادي، قال: أخبرنا أبو القاسم عبدالعزيز بن إسحاق، قال: حدثني أحمد بن الحسين الحربي، قال: حدثنا محمد بن الأزهر الطائي الكوفي، قال: حدثنا سلمة بن عامر(1)، عن أبي إسحاق السبيعي،

عن الحارث، عن أمير المؤمنين علي عليه السلام، أنه خطب فقال:

مخ ۲۲۰