216

عباد الله الموت ليس منه فوت، إن أقمتم أخذكم، وإن فررتم أدرككم، الموت معقود بنواصيكم، الإسراع الإسراع، الوحى الوحى، النجى النجى وراءكم طالب حثيث (القبر)، فاذكروا ضيقه وضنكه وظلمته، ألا وإن القبر روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار، ألا وإن من وراء ذلك يوما تذهل فيه كل مرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وماهم بسكارى، ولكن عذاب الله شديد، ألا وإن من وراء ذلك اليوم نار حرها شديد، وقعرها عميق، وحلية أهلها فيها حديد، ليس لله فيها رحمة.

قال: فبكى المسلمون حول المنبر حتى اشتد بكاؤهم، فقال:

ألا ومن وراء ذلك جنة عرضها السموات والأرض، أعاذنا الله وإياكم من العذاب الأليم، ورحمنا وإياكم من العذاب المهين، ثم نزل(1).

أخبرنا أبو الحسن علي بن مهدي الطبري، قال: أخبرنا محمد بن علي بن هاشم، قال: أخبرنا ابن أبي الدنيا، قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح، عن أبي صادق،

عن ربيعة بن ناجد، قال: خطب أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه، فقال: وكونوا كالنحلة في الطير ، فإنه ليس شيء من الطير إلا يستضعفها، ولو يعلم ما في أجوافها لم يفعل، خالقوا الناس بخلاقكم وألسنتكم، وزايلوهم بأعمالكم وقلوبكم، فإن لكل امرء ما اكتسب، وهو يوم القيامة مع من أحب(2).

أخبرنا أحمد بن محمد البغدادي المعروف بالآبنوسي، قال: حدثنا عبدالعزيز بن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن سليمان بن خالد، قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا أبو روح، قال: حدثنا مسعدة بن صدقة، قال:

مخ ۲۱۶