217

خطب محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن عليهم السلام، على منبر رسول صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: أما والله لقد أحيا زيد بن علي ما دثر من سنن المرسلين، وأقام عمود الدين إذ اعوج، ولن ننحوا إلا أثره، ولن نقتبس إلا من نوره، وزيد إمام الأئمة، وأول من دعا إلى الله بعد الحسين بن علي عليهما السلام.

أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمد البغدادي، قال: أخبرنا أبو القاسم عبدالعزيز بن إسحاق الكوفي، قال: حدثنا أحمد بن عبدالجبار، قال: حدثنا خلف بن عبدالحميد، قال: حدثنا سلام بن مسلمة، عن أبي هاشم، عن زاذان، عن علي عليه السلام أنه خطب، فقال:

الحمد لله وصلى الله على نبي الله، أيها الناس، إنه لا بد من رحى ضلالة تطحن، ألا وإن لطحنها دقا، ألا وإن على الله فلها، ألا وإنه لا يزال البلاء بكم من بعدي حتى يكون المحب لي والمتبع أثري، أذل بين أهل زمانه من فرخ الأمة.

قالوا: ولم ذلك؟

قال: ذلك بما كسبت أيديكم، برضا كم بالدنية في الدين، فلوا أن أحدكم إذا ظهر الجور من أئمة الجور باع نفسه من ربه، وأخذ حقه من الجهاد، لقام دين الله على قطبه، وهنأتكم الدنيا الفانية، ولرضيتم ربكم فنصركم على عدوكم، ثم تلا هذه الآيات: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحيوة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد} إلى قوله: {الله روف بالعباد}(1).

مخ ۲۱۷