امالي ابي طالب ع
أمالي أبي طالب ع
ژانرونه
من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني، فأنا الحسن بن محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وأنا ابن البشير النذير، وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه السراج المنير، ونحن أهل البيت الذي كان جبريل ينزل فيهم ومنهم يصعد، ونحن الذين افترض الله مودتنا وولايتنا، فقال: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}.
يا أيها الناس، لقد فارقكم في هذه الليلة رجل ما سبقه من المسلمين الأولون، وما يدركه الآخرون هيهات هيهات، لطال ما قلبتم له الأمور في مواطن بدر وأحد وحنين، وخيبر، جرعكم رنقا، وسوغكم علقا، فلستم بملومين على بغضكم إياه.
أيها الناس، قد فقدتم رجلا لم يكن بالملومة في أمر الله، ولا النومة عن حق الله، ولا السروقة من مال الله، أعطى الكتاب عزائمه، ودعاه فأجابه، وقاده فاتبعه صلوات الله عليه ومغفرته، ونحتسب أمير المؤمنين عند الله، واستودع الله ديني، وأمانتي، وخواتيم عملي(1).
حدثنا أبو أحمد محمد بن علي العبدكي، قال: حدثنا جعفر بن على الحايري، قال: حدثنا علي بن الحسين البغدادي، عن مهاجر العامري، عن الشعبي،
عن الحارث، أن عليا عليه السلام، لما اختلف أصحابه خطبهم حين اجتمعوا عنده مبتدءا بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ثم قال: أما بعد..
فذمتي بذلك رهينة، وأنا به زعيم، من صرحت له العبر فيما بين يديه من المثلات حجزه التقوى عن ارتكاب الشبهات، وأنه لن يظمأ على التقوى زرع قوم، ولن تبلى على الهدى سنخ أصل، وإن الخير والخيرة في معرفة الإنسان قدره، وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره.
مخ ۲۰۹