153

القيامة الصغرى

القيامة الصغرى

خپرندوی

دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح

د ایډیشن شمېره

الرابعة

د چاپ کال

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

د خپرونکي ځای

الكويت

ژانرونه

المطلب الثاني
نماذج من الفتن
أولًا: مقتل الخليفة الراشد عثمان وافتراق الأمة
من أعظم الفتن التي أخبر بها الرسول ﷺ تلك الفتنة التي أدت إلى مقتل الخليفة الراشد عثمان بن عفان وفرقة الأمة الإسلامية، ومن ثم جعل بأسها بينها، فقد سل بعضها السيوف على بعض، وسالت الدماء الطاهرة الطيبة من الفريقين المسلمين المتخاصمين، وأصدق وصف لتلك الفتنة أنها كانت تموج كموج البحر.
ففي حديث حذيفة أنه كان جالسًا عند عمر بن الخطاب، إذ قال: " أيكم يحفظ قول النبي ﷺ في الفتنة؟ قال حذيفة: فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجارِهِ يكفرها الصلاة والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال ليس عن هذا أسألك، ولكن التي تموج كموج البحر، فقال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها بابًا مغلقًا، قال عمر: أيكسر أم يفتح؟ قال: بل يكسر، قال عمر: إذًا لا يغلق أبدًا، قلت: أجل. قلنا لحذيفة: أكان عمر يعلم الباب: قال: نعم، كما أعلم أن دون غد ليلة، وذلك أني حدثته حديثًا ليس بالأغاليط، فهبنا أن نسأله عن الباب، فأمرنا مسروقًا فسأله، فقال: من الباب؟ قال: عمر " (١) .

(١) رواه البخاري، كتاب الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر، فتح الباري: (١٣/٤٨) . ورواه مسلم في صحيحه، كتاب الفتن، باب الفتنة التي تموج كموج البحر، (٤/٢٢١٨) واللفظ للبخاري.

1 / 168