القتل في آخر الزمان، وليس المراد به قتل المسلمين للكفار، وإنما هو قتل بعض المسلمين لبعض، وفي كثير من الأحيان لا تعرف أسباب ذلك القتل ولا أهدافه، ففي الحديث عن أبي موسى الأشعري أن النبي ﷺ قال: " إن بين يدي الساعة الهرج، قالوا: وما الهرج؟ قال: القتل، إنه ليس بقتلكم المشركين، ولكن قتل بعضكم بعضًا، [حتى يقتل الرجل جاره، ويقتل أخاه، ويقتل عمه، ويقتل ابن عمه]، قالوا: ومعنا عقولنا يومئذ؟ قال: إنه لتنزع عقول أهل ذلك الزمان، ويخلف له هباء من الناس؟ يحسب أكثرهم أنهم على شيء، وليسوا على شيء " (١) .
وروى أبو هريرة عن الرسول ﷺ أنه قال: " والذي نفسي بيده، ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قَتَل، ولا يدري المقتول على أي شيء قُتِل " (٢) .
(١) رواه أحمد بإسناد صحيح (انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة) للشيخ ناصر الدين الألباني: (٤/٢٤٨) .
(٢) رواه مسلم في صحيحه، كتاب الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل (٢/٢٢٣١)، ورقمه: (٢٩٠٨) .