154

القيامة الصغرى

القيامة الصغرى

خپرندوی

دار النفائس للنشر والتوزيع،الأردن،مكتبة الفلاح

د ایډیشن شمېره

الرابعة

د چاپ کال

١٤١١ هـ - ١٩٩١ م

د خپرونکي ځای

الكويت

ژانرونه

وقد حدد الرسول ﷺ العام الذي تقع فيه الفتنة، ففي حديث عبد الله ابن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: " تدور رحى الإسلام بعد خمس وثلاثين، فإن يهلكوا فسبيل من هلك، وإن يقم لهم دينهم - يقم لهم سبعين عامًا، قلت: (وفي رواية قال عمر: يا نبي الله): مما بقي، أو مما مضى؟ قال: مما مضى " (١) . وقد سماها رحى الإسلام تشبيهًا للحرب بالرحى، لأنها تطحن المقاتلين، كما يطحن الرحى الحب، وأشار الرسول ﷺ في بقية الحديث إلى مدة حكم بني أمية، فقد كانت مدته سبعين عامًا.
وقد صرح في بعض الروايات بما يكون من حال الأمة في تلك الفتنة، ففي حديث أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: " لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، وتكون بينهما مقتلة عظيمة، ودعواهما واحدة " (٢) .
ثانيًا: فتنة الخوارج
من آثار الفتن الفرقة والاختلاف، وقد أخبرنا الرسول ﷺ عن خروج أقوام في آخر الزمان، لهم دور كبير في فرقة الأمة الإسلامية، إذ يدعي هؤلاء العلم، ويجهدون أنفسهم في العبادة، ويدعون إلى كتاب الله، ولكنهم جهلاء، أحكامهم جائرة، وآراؤهم قاصرة، يسفكون دماء مخالفيهم من المسلمين، ويجهلون الصحابة والعلماء، ففي الحديث المتفق عليه عن علي بن أبي طالب قال: قال

(١) حديث صحيح، أخرجه أبو داود، والطحاوي في مشكل الآثار، والحاكم، وأحمد وغيرهم، وصحح الحاكم، ووافقه الذهبي، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ ناصر الدين الألباني، (٢/٧٠٣)، حديث رقم (٩٧٦) .
(٢) رواه البخاري، كتاب المناقب، حديث رقم (٣٦٠٨، ٣٦٠٩) فتح الباري: (٦/٥١٦) ورواه مسلم، كتاب الفتنة، باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، (٤/٢٢١٤) واللفظ لمسلم.

1 / 169