159

القراءات وأثرها في علوم العربية

القراءات وأثرها في علوم العربية

خپرندوی

مكتبة الكليات الأزهرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٤ هـ - ١٩٨٤ م

د خپرونکي ځای

القاهرة

ژانرونه

والاولى ما ذكرناه من انها للاعلام، اذ لا يصح ان تقول لقائل ذلك: صدقت، لانه انشاء، لا خبر. ثم قال: واعلم انه اذا قيل: «قام زيد» فتصديقه «نعم»، وتكذيبه «لا» ويمتنع دخول «بلى» لعدم النفي. واذا قيل: «ما قام زيد» فتصديقه «نعم» وتكذيبه «بلى» ومنه قوله تعالى: زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (١). ويمتنع دخول «لا» لانها لنفي الاثبات لا لنفي النفي. واذا قيل: «اقام زيد» فهو مثل: «قام زيد» اعني انك تقول ان اثبت القيام. «نعم» وان نفيته: «لا» ويمتنع دخول «بلى». واذا قيل: «الم يقم زيد» فهو مثل: «لم يقم زيد» فتقول اذا اثبت القيام: «بلى» ويمتنع دخول «لا» وان نفيته قلت: «نعم» قال تعالى: أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ قالُوا بَلى (٢). والحاصل ان «بلى» لا تأتي الا بعد نفي، وان «لا» لا تأثر الا بعد ايجاب، وان «نعم» بعدهما اهـ (٣). «أم» من قوله تعالى: قالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي (٤). ومن قوله تعالى: قال يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي (٥). قرأ «ابن عامر، وشعبة، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر» «أم» في الموضعين بكسر الميم. والاصل: يا ابن امي، ثم حذفت الياء تخفيفا لدلالة الكسرة عليها، ولكثرة الاستعمال، وهو نداء مضاف، نحو قولك: يا غلام غلام. وقرأ الباقون «أم» في الموضعين بفتح الميم، ووجه ذلك انه جعل

(١) سورة التغابن الآية ٧. (٢) سورة الملك الآية ٨. (٣) انظر مغني اللبيب ص ٤٥٢. (٤) سورة الاعراف الآية ١٥٠. (٥) سورة طه الآية ٩٤.

1 / 164