158

القراءات وأثرها في علوم العربية

القراءات وأثرها في علوم العربية

خپرندوی

مكتبة الكليات الأزهرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٤ هـ - ١٩٨٤ م

د خپرونکي ځای

القاهرة

ژانرونه

كما نزلت «بلى» منزلة الفعل في الامالة (١). وهي حرف تصديق، ووعد، واعلام: فالاول: بعد الخبر، كقام زيد، وما قام زيد. والثاني: بعد «افعل» ولا تفعل» وما في معناهما، نحو: «هلا تفعل، وهلا لم تفعل» وبعد الاستفهام في نحو: «هلا تعطيني» ويحتمل ان تفسر في هذا بالمعنى الثالث. والثالث: بعد الاستفهام في نحو: «هل جاءك زيد» ونحو: فَهَلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا (٢). وقال «صاحب المقرب» (٣): «انها بعد الاستفهام للوعد» غير مطرد لما بيناه قبل (٤). ثم قال «ابن هشام»: وتأتي «نعم» للتوكيد اذا وقعت صدرا نحو: «نعم هذه اطلالهم» والحق انها في ذلك حرف اعلام، وانها جواب لسؤال مقدر. ولم يذكر «سيبويه» معنى الاعلام البتة، بل قال: «وأما نعم فعدة وتصديق، واما «بلى» فيوجب بها بعد النفي، وكانه رأى انه اذا قيل «هل قام زيد» فقيل «نعم» فهي لتصديق ما بعد الاستفهام» اهـ.

(١) قرأ «حمزة، والكسائي، وخلف العاشر» بامالة «بلى» وشعبة بالفتح والامالة، «والازرق، ودوري أبي عمرو» بالفتح والتقليل. انظر: المهذب في القراءات العشر ج ١ ص ١٠٣. (٢) سورة الاعراف الآية ٤٤. (٣) هو: علي بن مؤمن بن محمد بن علي الحضرمي، الاشبيلي، المعروف بابن عصفور، عالم، فقيه، نحوي، صرفي، لغوي، مؤرخ، شاعر، له عدة مصنفات منها: الممتع في التصريف، وشرح المقدمة الجزولية في النحو لم يكمل، وشرح ديوان المتنبي، وشرح المقرب في النحو لم يتم، وشرح الجمل للزجاجي، توفي بتونس عام ٦٦٣ هـ الموافق ١٢٦٥ م انظر ترجمته في معجم المؤلفين ج ٧ ص ٢٥١. (٤) انظر مغني اللبيب ص ٤٥٢.

1 / 163