وهو قول بعض الحنفية (١).
الأدلة:
أدلة القول الأول:
الدليل الأول: قوله تعالى: ﴿قُلْ آَمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ [الإسراء: ١٠٧ - ١٠٩].
واستدل به من وجهين:
الوجه الأول: أن الله تعالى أثنى على البكائين في الصلاة من خشية الله، والثناء دليل المشروعية.
الوجه الثاني: أن البكاء من خشية الله يزيد الخشوع (٢).
الدليل الثاني: حديث عبد الله بن الشِّخِّير (٣)، قال: رأيت رسول الله ﷺ يصلي وفي صدره أزيز كأزيز المرجل من
(١) قول أبي يوسف. ينظر: ابن الهمام، فتح القدير (١/ ٣٩٧).
(٢) وقد أثنى الله تعالى على الخاشعين في الصلاة فقال: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [سورة المؤمنون: ١ - ٢).
(٣) عبد الله بن الشخير بن عوف العامري، أبو مطرِّف صحابي من مسلمة الفتح. ينظر: ابن عبد البر، الاستيعاب (٦/ ٢٣٩)، وابن حجر، التقريب (٥١٤).