57

Al-Mu'tamad min Qadim Qawl al-Shafi'i 'ala al-Jadid

المعتمد من قديم قول الشافعي على الجديد

خپرندوی

دار عالم الكتب

د چاپ کال

۱۴۱۷ ه.ق

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

فقه شافعي

المبحث الثاني: تلاميذه في مصر:

تلقى العلم على يد الشافعي تلاميذ لا يحصون، لكثرة ورود منهله ولكن المشهورين منهم جمع كبير ذكرتهم كتب التراجم والمعاجم والطبقات.

وسأقتصر على خمسة منهم هم أخص تلاميذ الشافعي ورواة مذهبه وحملة فقهه وهم حرملة بن يحيى حرملة(١)، والبويطي(٢)،

(١) حرملة بن يحيى بن حرملة، من أبرز تلاميذ الشافعي وأجلهم قدراً، يقال أن الشافعي نزل عنده، ويقول ابن عبد البر: روى الشافعي من الكتب ما لم يروه الربيع، منها كتاب الشروط، ثلاثة أجزاء ومنها كتاب السنن، عشرة أجزاء، ومنها كتاب ألوان الإبل والغنم وصفاتها وأسنانها، ومنها كتاب النكاح، وكتب كثيرة انفرد بروايتها عن الربيع - توفي بمصر سنة ٢٤٣هـ وكان من أصحاب الشافعي.
أنظر: (تهذيب الأسماء واللغات، ج١، ص ١٥٥).

(٢) البويطي أبو يعقوب يوسف بن يحيى، من بويط من صعيد مصر، وهو أكبر أصحاب الشافعي المصريين، كان إماماً جليلاً، عابداً زاهداً، فقيهاً عظيماً، مناظراً جليلاً من جبال العلم والدين تفقه على الشافعي، واختص بصحبته، قال أبو عاصم: كان الشافعي رضي الله عنه يعتمد على البويطي في الفتيا، قال: واستخلفه على أصحابه بعد موته، فتخرج على يديه أئمة تفرقوا في البلاد، ونشروا علم الشافعي في الآفاق.

وقال الربيع: كان أبو يعقوب من الشافعي بمكان مكين، وكان الرجل ربما يسأله عن المسألة فيقول: "سل أبا يعقوب فإذا أجاب أخبره، فيقول: هو كما قال: وله من الكتب "المختصر" اختصره من كلام الشافعي رضي الله عنه، قال عاصم: هو في غاية الحسن، وأصيب بمحنة هلك بها وهو في السجن: إذا سعى به من يحسده، وكتب فيه إلى ابن أبي دؤاد بالعراق، فكتب إلى والي مصر أن يمتحنه، أي بالقول بخلق القرآن - فامتحنه فلم يجب، وكان الوالي حسن الرأي فيه، فقال له: فيما بيني وبينك، قال: إنه يقتدي بي مائة ألف، ولا يدرون المعنى، وأمر أن يحمل إلى بغداد في أربعين رطل حديد، ومات في سجن بغداد في القيد والغل سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
أنظر: (طبقات الشافعية بن السبكي، ج١، ص ٢٧٥).

52