235

اخلاق په غزالي کې

الأخلاق عند الغزالي

ژانرونه

وسبب هجوم ابن تيمية على الصوفية أنه رأى منهم من يفضل الولي على النبي، كما رأى من الفلاسفة من يفضل الفيلسوف على النبي. فإنا نراه يمدح ابن سينا لأنه يفضل النبي على الفيلسوف، ويسمي طريقه طريق العقلاء، ويذم الفارابي لأنه يفضل الفيلسوف على النبي، ويسمي طريقه طريق الغلاة. ويذم محيي الدين بن عربي لأنه كان يدعي أنه كان يأخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إلى النبي، لأن الملك على أصلهم هو الحال الذي في نفس النبي، والنبي في زعمهم يأخذ عن ذلك الحال، والحال يأخذ عن العقل، فهو على ذلك أفضل من النبي لأنه لا يحتاج إلى وسيط.

وأحب أن أنبه القارئ إلى أني إنما أذكر تاريخ فكرة من الأفكار الإسلامية، لا أكثر ولا أقل، والمؤرخ غير مسؤول. (3) ابن القيم

هو من تلامذة ابن تيمية. ولد في سنة 571ه. وتوفي سنة 691ه لقي في حياته ضروبا من الشدة بسبب آرائه الحرة. فقد حبس مدة لإنكاره أن تشد الرحال إلى قبر الخليل. وقد حبس مع ابن تيمية في المدة الأخيرة، ولم يفرج عنه إلا بعد موت أستاذه. وله عدة تصانيف. منها «مدارج السالكين»، و«شرح الكتاب العزيز»، و«نقد المنقول»، و«المحك المميز بين المردود والمقبول»، و«أعلام الموقعين» ... الخ.

وابن القيم هذا من ألد خصوم الغزالي، وقد نقلنا جملة من آرائه حين تكلمنا عن أغلاط الإحياء، فلا نعود إليها أبدا.

وأكرر ما قلته من أنني أوجز كل الإيجاز في هذا الباب، فلهؤلاء الذين أترجمهم آراء هي غاية في الخطورة، من حيث ما فيها من الدقة، ومن الجرأة، مع أنهم فيما أرى كانوا يبالغون في الاحتياط، لأن العالم الإسلامي كان يضطهد الفلاسفة إذ ذاك. ولو سمح لنا الدهر بوضع كتاب في الفلسفة الإسلامية لاستطعنا أن نرفع عن هؤلاء الأفذاذ آصار الخمول. (4) السبكي

هو تاج الدين أبو نصر عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي المتوفى سنة 771ه. والسبكي هذا من كبار المؤلفين. وكتابه «جمع الجوامع» في الأصول يدل على كده وكدحه في سبيل العلم، وإن كان غاية في اللبس والغموض. وكتابه «طبقات الشافعية الكبرى» كتاب جيد، من حيث ما فيه من عيون المسائل الفقهية، ومن حيث الترتيب. وعيب السبكي يرجع إلى ضعفه في النقد والتمييز، ولو خلت كتبه من الآراء التي اعتمد فيها على ذاكرته فقط، لكان لها شأن كبير.

ويعتبر السبكي من أنصار الغزالي، وقد كتب عنه في الطبقات أكثر من ثمانين صفحة، «ودافع عنه دفاع الأبطال» حين عرض لخصومه. وهو يعتقد بكل سذاجة أنه لو لم يكن لدى المسلمين غير كتاب الإحياء لكفى!! وما أريد أن أطيل في الكلام عن السبكي، فقد عرضنا له عدة مرات. (5) الزبيدي

هو محمد بن محمد الحسيني الزبيدي. وهو من علماء القرن الثاني عشر، وقد وضع شرحا مطولا للإحياء في عشر مجلدات، انتهى من تأليف الجزء الأول منه في يوم الجمعة 25 محرم سنة 1193ه. وفي هذا الجزء كتب دفاعه عن الغزالي.

وهو من أشد أنصار الغزالي، ولكن دفاعه عنه دفاع سخيف، لا قيمة له، لا في نظر الشرع ولا في نظر العقل . من ذلك قوله في تأييد ما يراه الغزالي من أن الزواج ميل إلى الدنيا:

وأما كون التزويج من جملة الميل إلى الدنيا فهو ظاهر، لأنه في الغالب يطلب للاستمتاع، وذلك لا يحصل إلا بالوقوع في الآفات التي كان عنها بمعزل أيام عزوبته، لا سيما إن كان متجردا عن القيام بالأسباب التي تجلب له أمر معاشه فإنه يتلف بالكلية، ويلزمه الرياء لكل من أحسن إليه بلقمة أو خرقة أو غيرهما فأبغض الخلق إليه من يذمه عنده خوفا من أن يتغير اعتقاده فيه فيقطع عنه بره فكأن عبادة هذا كلها لأجل الذي أحسن إليه.

ناپیژندل شوی مخ