234

اخلاق په غزالي کې

الأخلاق عند الغزالي

ژانرونه

غلست في طلب العلاء وصبحوا

وقد توفي رحمه الله في صباح يوم الاثنين عاشر ذي القعدة سنة 728ه وهو في السجن. فأخرج إلى الجامع في يوم مشهود لم يعهد في دمشق مثله، وقد تبرك الناس بماء غسله، واشتد الزحام على نعشه، ودفن بمقابر الصوفية بعد أن صلوا عليه مرارا، وقدر من حضر جنازته من الرجال بمائتي ألف ومن النساء بخمسة عشر ألفا. ورثاه كثير من العلماء منهم ابن الوردي.

والذي يعود إلى ترجمة ابن تيمية في الكتب التي عني مؤلفوها بترجمته يعرف كثيرا عن العقلية الإسلامية في القرن الثامن، ويكفي أن نلفت القارئ إلى قولهم «ودفن بمقابر الصوفية» فإن لذلك معاني لا تغرب عن ذهن اللبيب، وما أريد أن أزيد.

وابن تيمية من كبار المفكرين في الإسلام، ولكنه لا يخلو من سذاجة. فإنك بينما تراه يتوغل في المدركات المعقولة، تراه ينحدر فجأة في هاوية الأوهام. من ذلك قوله «العلماء هم ورثة الأنبياء الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يهتدى بهم في ظلمات البر والبحر. وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم، إذ كل أمة قبل مبعث محمد

صلى الله عليه وسلم

فعلماؤها شرارها إلا المسلمين فإن علماءهم خيارهم.»

6

وهذا بالطبع حكم لا سند له من معقول، أو منقول.

ويعد ابن تيمية من خصوم الغزالي لأنه كتب فصولا كثيرة في تناقضه، وتسفيه بعض آرائه. ومن أعجب ما رأيت له حكمه بأن الغزالي هجر طريق الصوفية في أخريات أيامه، وفي ذلك يقول: «ولهذا تبين له في آخر عمره أن طريق الصوفية لا تحصل مقصوده فطلب الهدى من طريق الآثار النبوية، وأخذ يشتغل بالبخاري ومسلم ومات في أثناء ذلك على أحسن أحواله، وكان كارها ما وقع في كتبه من نحو هذه الأمور مما أنكره الناس عليه».

وأنا لا أستعبد كلام ابن تيمية، فإن الغزالي كان متقلبا في آرائه لا يستقر على حال، فهو تارة فقيه، وتارة صوفي، وتارة فيلسوف.

ناپیژندل شوی مخ