============================================================
لى عذرا مرجو القبول لدى القراء الكرام على إيراد هزليات أبى نواس بحذافيرها .
وعندى عذر آخر وهو الأمانة فى النقل ، لأن الحذف ليس من شأننا ولا هو من حقنا كذلك قصدت العبرة بسيرة هذا الرجل الذى قضى كثيرا من وقته مسترسلا فى لذاته مستسلما لشهواته . لم يترك على مارواه الثواة - سيئة إلا فعلها ولا ولاموبقة إلا ارتكبها ولا رذيلة إلا زاولها ولا فضيلة إلا حاربها . ثم عافت نفسه ق بيل وفاته جميع الشهوات وسائر اللذات، ورجع عن عصيان ربه وإسرافه على
فسه . فندم على مافات ويحسرعلى ماضيه وانطلق لسانه بالندم والتوبة وأمطرت عيناه دموع الأسف وتمزق فؤاده كمدا وحزنا على ماضيه . فصار أبونواس ناسكا س زاهدا عابدا امامأ حكيما فيلسوفا عليما ، ناطقا بالحكمة البالغة والموعظة الحسنة النافعة الا أن ذلك واأسفاه كان فى أواخر أيامه فأصبح لسان حاله يقول (أواه لو عم الشباب واه لو قدر المشيب) أو ليس فى سيرة هذا الرجل الكبير عبرة عالية وموعظة غالية لشباننا الغافلين واحداثنا الزاهلين اللذين هم فى اللذات منغمسون وفى الشهوات منغمرون وعن م ستقبلهم وصحتهم وأولادهم ودينهم ساهون . ألا فليعلموا أنهم مهما بلغوا من الترف والاسترسال في شهواتهم لم يصلوا الى ماوصل اليه هذا الرجل ، ولينظروا ماحل به فى أواخرايامه من تقريع الضمير والحزن الشديد على ماضيه ، فينهضون من سقطتهم ويوفرون على انفسهم مالهم وصحتهم ، وينفقون ذلك كله فيما يعود عليهم وعلى اهلهم وبلادهم بالخير العظيم والنفع العميم ه
مخ ۱۶