أحبة قلبي هل أتاكم بأنني ... نزلت على المختار والضيف مكرم
وسافرت في بر وبحر وذلكم ... بفضل إلهي وهو رب ومنعم
وأخبركم يا أهل ودي رعاكم ... بمرعاه ربي فهو مني أرحم
بأن جميع السفر عندي لهين ... وفيه لنا أمن وعون معظم
وستة أيام قطعنا مراحلا ... إلى طيبة المختار صلوا وسلموا
وتاسع شهر الله أعني محرما ... أتينا وزال الهم والحمد دائم
وما كان أحلى لو رأيتم محبكم ... وقوفا أصب الدمع إذ كنت أقدم
محبة خير الخلق مني خالطت ... عظامي ولحمي فاسمحوني وسلموا
وصرت بحمد الله في الصبح والمسا ... على سوحه أغدو عليه أسلم
ولا تسألوا عن صحتي وتيقنوا ... بأني وكل الصحب بالخير مكرم
وإن تسألوا كيف الدعا من جنابنا ... فلم أنس فردا من دعائي منكم
وادعو لكم في كل وقت وما أنا ... بفضل إلهي للإجابة أحرم
ومن عجب في درب طيبة أنه ... على طوله فيه السرور منعم
نعم يا أخي يا قرة العين أنني ... على كل أحياني بذكرك مغرم
ولم أنس أمي والكرائم ساعة ... كذلك أصحابي فلا تتوهموا
ولولاكم كان البقاء بطيبة ... لحبي إذ فيها النبي المكرم..الخ
وبعد هذا رجع من المدينة إلى بندر جدة فتوفاه الله بها في غرة ربيع الأول سنة 1325 خمس وعشرين وثلاثمائة وألف عن خمس وعشرين سنة وأشهر من مولده.
وفي لامية النبلاء المطبوعة بصنعاء:
مخ ۱۴۶