قلت: فاق أبناء جنسه وأقرانه واستجاز من مشايخه وأكابر الأعلام بصنعاء في زمنه، وسلك مسلك والده في الزهادة والعفة والورع والعكوف على التدريس في جل أوقاته بجامع صنعاء والخمول والبعد عن الأمراء وأرباب الدولة والرئاسة الدنيوية.
وكتب إلى شيخه القاضي علي بن حسين المغربي قصيدة بديعة يستجيزه بها منها:
وتلقى إمام العلم والفضل والهدى ... جمال الورى محيي منار الشريعة
ومن كان في هذا الزمان مجددا ... ضياء لأنواع العلوم الشريفة
فيا طال ما أحيى العلوم وجدد الر ... سوم طبيبا للقلوب المريضة
وأرجوكم أن تمنحوني إجازة ... كما عادة الأعلام تلك الطريقة
أجزني تجز بالأجر والخير كله ... سأحبوك ما دامت لساني بدعوة
بقيت إماما للعلوم وجنة ... بها يتقي الأعلام كل ملمة
وزارك من ربي سنى تحية ... تخصك فالأولاد هم خير فتية.الخ
فأجازه إجازة عامة كغيره من أكابر شيوخه. وقد أخذ عليه جماعة من النبلاء الفضلاء الكملاء، منهم زميله الفقيه العلامة الورع التقي محمد بن حسين بن علي العمري، والقاضي عبد الكريم بن أحمد مطهر، والسيد علي بن علي الشرفي الحسني وغيرهم.
ومن شعره قصيدة طويلة في وصف سفره للحج والزيارة سنة 1324 أربع وعشرين وثلاثمائة وألف منها:
مخ ۱۴۵