اضواء په محمد صلی الله علیه وسلم په سنتو باندې

محمود ابو ريه d. 1390 AH
18

اضواء په محمد صلی الله علیه وسلم په سنتو باندې

أضواء على السنة المحمدية

ژانرونه

وبذلك تفكك نظم ألفاظه وتمزق سياق معانيه ، ولم يدع صلوات الله عليه الامر على ذلك فحسب ، بل نهى عن كتابته ، فقال فيما رواه مسلم وغيره : " لا تكتبوا عنى شيئا سوى القرآن ، فمن كتب عنى غير القرآن فليمحه . " وقد استجاب أصحابه لهذا النهى فلم يكتبوا عنه غير القرآن ، ولم يقف الامر بهم عند ذلك بل ثبت عنهم أنهم كانوا يرغبون عن رواية الحديث وينهون الناس عنها ، ويتشددون فيما يروى لهم منها . وقد كان أبو بكر وعمر لا يقبلان الحديث من الصحابي مهما بلغت منزلته عندهما ، إلا إذا جاء عليه بشاهد يشهد معه أنه قد سمعه من النبي ، وكان على يستحلف الصحابي على ما يرويه له رضى الله عنهم جميعا . وكان ذلك في عصر الصحابة فترى ماذا يكون الامر بعد ذلك ؟ ! رواية الحديث بالمعنى : ولما رأى بعض الصحابة أن يرووا للناس من أحاديث النبي ، وذلك في المناسبات التى تقتضي روايتها ، وقد يكون ذلك بعد مضى سنين طويلة على سماعها ، ووجدوا أنهم لن يستطيعوا أن يأتوا بالحديث على أصل لفظه ، كما نطق النبي به ، استباحوا لانفسهم أن يرووا على المعنى ، ثم سار على سبيلهم كل من جاء من الرواة بعدهم ، فيتلقى المتأخر عن المتقدم ما يرويه عن الرسول بالمعنى ثم يؤديه إلى غيره بما استطاع أن يمسكه ذهنه منه ، وهذا أمر معلوم لا يمترى فيه أحد حتى لقد قال وكيع كلمته المشهورة : " إذا لم يكن المعنى واسعا فقد هلك الناس " وقال سفيان الثوري : " إن قلت إنى أحدثكم كما سمعت فلا تصدقوني ! فإنما هو المعنى " . وهكذا ظلت الالفاظ تختلف والمعاني تتغير بتغير الرواة . فيهم - كما قال السيوطي : الاعاجم والمولدون وغيرهم ممن ليسوا بعرب ولهجتهم العربية ليست خالصة ! وكان البخاري - وهو شيخ رجال الحديث ، وكتابه ، كما هو مشهور بين الجمهور - أصح كتاب بعد كتاب الله كما يقولون ، يروى على المعنى ! ولقد كان لرواية الحديث بالمعنى - ولا جرم - ضرر كبير على الدين واللغة والادب ، كما ستراه فيما بعد .

--- [ 22 ]

مخ ۲۱