اضواء په محمد صلی الله علیه وسلم په سنتو باندې

محمود ابو ريه d. 1390 AH
17

اضواء په محمد صلی الله علیه وسلم په سنتو باندې

أضواء على السنة المحمدية

ژانرونه

على خلاف ما هو عليه سواء أكان عن عمد أم غير عمد . وظللت على ذلك حتى حفزني حب عرفان الحق إلى أن أبحث عن أصل الحديث وروايته ، وتاريخ حياته من المصادر الصحيحة ، والاسانيد الوثيقة ، لعلى أقف على شئ يذهب بما يحيك في صدري من حرج ، ويصرف ما يغمر نفسي من ضيق . وذلك لان هذا الامر الجليل - لم يفرد من قبل بالتأليف الجامع الذى يشبع نهم الباحث ، ويحقق بغية الطالب . ولبثت زمنا طويلا أبحث وأنقب فلا أدع كتابا يمكن أن يستفاد منه كلمة لما أنا بسبيله إلا قرأته في طلبها ، لا آلو في ذلك جهدا ، ولا أطاوع النفس عندما تسكن إلى الراحة ، مما يدركها من ملل أو يغشاها من تعب ، بل آخذها بالصبر والاناة والمطاولة ، حتى انتهيت إلى حقائق عجيبة ونتائج خطيرة ! ذلك أنى وجدت أنه لا يكاد يوجد في كتب الحديث كلها مما سموه صحيحا ، أو ما جعلوه حسنا - حديث - قد جاء على حقيقة لفظه ومحكم تركيبه ، كما نطق الرسول به ، ووجدت أن الصحيح منه على اصطلاحهم إن هو إلا معان مما فهمه بعض الرواة ! وقد يوجد بعض ألفاظ مفردة بقيت على حقيقتها في بعض الاحاديث القصيرة وذلك في الفلتة والندرة ، وتبين لى أن ما يسمونه في اصطلاحهم حديثا " صحيحا " إنما كانت صحته في نظر رواته ، لا أنه صحيح في ذاته ، وأن ما يقال عنه " متفق عليه " ليس المراد أنه متفق على صحته في نفس الامر ، وإنما المراد أن البخاري ومسلم قد اتفقا على إخراجه - وليس من شروط الحديث الصحيح أن يكون مقطوعا به في نفس الامر لجواز الخطأ والنسيان والسهو على الثقة ، ومن أجل ذلك جاءت الاحاديث وليس عليها من ضياء بلاغته صلوات الله عليه إلا نور خافت أو شعاع ضئيل . ولا أحصى هنا كل ما انكشف لى ، لانه كثير جدا قد فصلناه في كتابنا هذا تفصيلا . كان أول ما بان لى من هذه الحقائق ، أن النبي صلوات الله عليه لم يجعل لحديثه كتابا يكتبونه عندما كان ينطق به كما جعل للقرآن الحكيم ، وتركه ينطلق من غير قيد إلى أذهان السامعين ، تخضعه الذاكرة لحكمها القاهر ، الذى لا يستطيع إنسان مهما كان أن ينكره أو ينازع فيه ، من سهو أو وهم ، أو غلط أو نسيان .

--- [ 21 ]

مخ ۲۰