170

اضواء په محمد صلی الله علیه وسلم په سنتو باندې

أضواء على السنة المحمدية

ژانرونه

ومن العجب أن هذه الشريعة المحفوظة (1) المحروسة ، مع هذه الامة المعصومة التى لا تجتمع على ضلالة - إذا حدث بعض أعيان التابعين عن النبي (صلى الله عليه وسلم) كعطاء بن أبى رباح والحسن البصري وأبى العالية ونحوهم - وهم من خيار علماء المسلمين وأكابر أئمة الدين - توقف أهل العلم في مراسيلهم فمنهم من يرد المراسيل مطلقا ، ومنهم من يتقبلها بشروط ، إلى أن قال : وهؤلاء ليس بين أحدهم وبين النبي (صلى الله عليه وسلم) إلا رجل ، أو رجلان ، أو ثلاثة مثلا . وأما ما يوجد في كتب المسلمين في هذه الاوقات من الاحاديث التى يذكرها صاحب الكتاب مرسلة ، فلا يجوز الحكم بصحتها باتفاق العلماء - فكيف بما ينقله كعب الاحبار وأمثاله عن الانبياء - وبين كعب وبين النبي الذى ينقل عنه ألف سنة وأكثر وأقل ، وهو لم يسند ذلك عن ثقة بعد ثقة بل غايته أن ينقل عن بعض الكتب التى كتبها شيوخ اليهود (2) ، وقد أخبر الله عن تبديلهم وتحريفهم ، فكيف يحل للمسلم أن يصدق شيئا من ذلك بمجرد هذا النقل ، بل الواجب ألا يصدق ذلك ولا يكذبه أيضا ، إلا بدليل على كذبه . وهكذا أمرنا النبي (صلى الله عليه وسلم) . وفي هذه الاسرائيليات مما هو كذب على الانبياء أو ما هو منسوخ في شريعتنا ما لا يعلمه إلا الله اه (3) . وقال ابن كثير في تفسير سورة النمل ، بعد أن ذكر ما جاء في قصة ملكة سبأ مع سليمان من الاسرائيليات ما يلي : " والاقرب في مثل هذه السياقات أنها متلقاة عن أهل الكتاب مما وجد في صحفهم كروايات كعب ووهب سامحهما الله تعالى فيما نقلاه إلى هذه الامة من أخبار بنى إسرائيل من الاوابد والغرائب والعجائب مما كان ومما لم يكن ومما حرف وبدل ونسخ ، وقد أغنانا الله بما هو أصح منه وأنفع وأوضح وأبلغ ولله الحمد والمنة . وقد أشار الحكيم ابن خلدون في مواضيع كثيرة من مقدمته إلى كعب ووهب وما جاء عنهما فليرجع إليه من أراد زيادة في البيان .

---

(1) أي الشريعة الاسلامية . (2) هذا على فرض أنهم ينقلون عن شيوخهم ، ولكنهم كانوا يفترون من عند أنفسهم ! (3) ص 208 و209 من كتاب اقتضاء الصراط المستقيم . (*)

--- [ 174 ]

مخ ۱۷۳