171

اضواء په محمد صلی الله علیه وسلم په سنتو باندې

أضواء على السنة المحمدية

ژانرونه

ولم نجد في هذا العصر ، بل في العصور الاخيرة من فطن لدهاء كعب ووهب وكيدهما ، مثل الفقيه المحدث السيد محمد رشيد رضا رحمه الله . وإنى أنقل هنا بعض ما قاله في كعب خاصة ، وفيه وفي زميله وهب عامة . قال في كعب ردا على من وصفوه بأنه كان من أوعية العلم ما يلى (1) : إن ثبوت العلم الكثير لا يقتضى نفى الكذب . وكان جل علمه عندهم ، ما يرويه عن التوراة ليقبل وغيرها من كتب قومه وينسبه إليها ليقبل ، ولا شك أنه كان من أذكى علماء اليهود قبل إسلامه وأقدرهم على غش المسلمين بروايته بعده . وقال عنه إنه كان من زنادقة اليهود الذين أظهروا الاسلام والعبادة لتقبل أقوالهم في الدين . وقد راجت دسيسته حتى إنخدع به بعض الصحابة ورووا عنه ، وصاروا يتناقلون قوله بدون إسناد إليه ، حتى ظن بعض التابعين ومن بعدهم أنها مما سمعوه عن النبي ، وأدخلها بعض المؤلفين في الموقوفات التى لها حكم المرفوع كما قال الحافظ ابن كثير في مواضع من تفسيره (2) . وقال عنه : إنه كان بركان الخرافات وأجزم بكذبه بل لا أثق بإيمانه (3) . وقال فيهما معا - أي كعب ووهب (4) . " إن شر رواة هذه الاسرائيليات ، أو أشد تلبيسا وخداعا للمسلمين هذان الرجلان . فلا تجد خرافة دخلت في كتب التفسير والتاريخ الاسلامي في أمور الخلق والتكوين والانبياء وأقوامهم ، والفتن والساعة والآخرة ، إلا وهي منهما مضرب المثل - في كل واد أثر من ثعلبة - ولا يهولن أحد انخداع بعض الصحابة والتابعين بما بثاه وغيرهما من هذه الاخبار - فإن تصديق الكاذب لا يسلم منه أحد من البشر ولا المعصومين من الرسل : فإن العصمة إنما تتعلق بتبليغ الرسالة والعمل بها ، فالرسل معصومون من الكذب ومن الخطأ في التبليغ ومن العمل بما ينافى ما جاءوا به التشريع ، لان هذا ينافى القدوة ويخل بإقامة الحجة . ولكن الرسول

---

(1) ص 541 وما بعدها 27 مجلة المنار . (2) ص 752 ج 27 من نفس المصدر . (3) ص 697 ج 27 . (4) ص 783 ج 27 من نفس المصدر . (*)

--- [ 175 ]

مخ ۱۷۴