234

ابو العلاء المعری

أبو العلاء المعري

ژانرونه

وقد رأيت بعض المتعصبين عليه يظفر بالبيت الموهم، فيرويه فذا من غير نظر لما قبله أو بعده. ولو تدبر ذلك لظهر له مراده، ولم يجد سبيلا للطعن عليه.

على أنا مع هذا لا نبرئه رحمه الله من بعض سقطات زل بها لسانه، ليس فيها جحد للنبوات، ولكن ذكرها لا يخلو من شناعة. فكان الأولى له التفادي عن نظمها في هذا السمط. ولا مشاحة في عذر من أنكر عليه فيها، وإنما كلامنا فيمن يرميه بالإلحاد، وهو براء منه، بدليل ما ذكرناه من كلامه وما سنذكره. •••

أما من استدل على إنكاره النبوات، وتحكمه العقل في التحسين والتقبيح، بقوله:

علم الكائنات في كل وجه

أول عنده السماك صبي

خالق النيرات ما يتغابى ال

عبد لكنه ضعيف غبي

أيها الغر إن خصصت بعقل

فاسألنه فكل عقل نبي

فقد أخطأ المرمى، ونكب عن سبيل القصد، فإن مراده بقوله «فكل عقل نبي» أن العقل كاف في الإخبار والدلالة على وجود صانع لهذه الكائنات، ولا عذر للعبد في جهله بخالقه، ما دام له عقل ينظر به ويستخبره، كما يدل عليه سياق الأبيات عند التأمل.

ناپیژندل شوی مخ