65

فقال الشيخ باسما: إنه الإنسان الذي يتطلع إليها في حماقته، هكذا تقول القصة.

فقال سيف في حماسة: أية قصة؟

ورحب في نفسه بأن يسمع قصة تقطع تلك العاصفة، حتى تسفر السماء ويخرجا إلى الفضاء الطلق.

فأخذ الشيخ يقص عليه قصة حسان بن تبع.

وكان تبع الأكبر ملكا عظيما، ولكنه كان فانيا، ولما أحس اقتراب الأجل بعث بولده حسان إلى كهف ينور ليستطلع له أخبار الغيب، وكان يؤمن بمن في هذا الكهف من الجن. فلما جاء حسان إلى الكهف لقيته جنية في صورة ساحرة عجوز شوهاء، وقدمت له وسادة يجلس عليها، وكانت محشوة بالعقارب والأفاعي، فأبى حسان أن يجلس. ثم قدمت له صفحة من عظام وكأسا من دماء ليطعم منها ويشرب، فعافهما كارها. ثم قالت له: إذن فاقتل أول من تلقى إذا عدت إلى قصر أبيك.

فصاح بها حسان: إنه هراء.

فقالت: ألست وارث الملك؟ ألست تطلب ملكا؟

فأجابها في جفاء: بلى!

فقالت: هذا سبيلك إليه. هذا سبيلك إلى الملك، فافهم عني.

فقال لها في اشمئزاز: كفاك هذرا.

Halaman tidak diketahui