Sasterawan Arab dalam Zaman Abbasiyyah
أدباء العرب في الأعصر العباسية
Genre-genre
39
من معاصريه، فحذا حذوه وألف كتابه الجامع الصحيح، ويعرف بصحيح مسلم، وبثاني الصحيحين، وبوبه على أبواب الفقه، وحذف منه الأحاديث المكررة.
وجاء بعدهما من نهج نهجهما، وزاد عليهما، كابن ماجة، وأبي داود السجستاني، وأبي عيسى الترمذي، وأبي عبد الرحمن النسائي. ومؤلفات هؤلاء الستة هي أصح كتب الحديث وإليها المرجع في هذا العلم، وتعرف بالستة الصحاح، وكل ما ألف بعدها كان شرحا أو تلخيصا لها. بيد أن الصحيحين الأولين هما خير ما ألف في الحديث إلى اليوم. (7-3) الفقه
هو علم تعرف به الأحكام الشرعية في أفعال المكلفين حلالها وحرامها. وكانوا يستخرجونها قديما من الكتاب والسنة،
40
فلما عظمت أمصار الإسلام، واتسع سلطانه في الآفاق، وتعددت الحوادث واختلفت باختلاف الزمان والمكان، اضطروا إلى الاجتهاد في الاستنباط، فاستخرجوا علم الفقه. وسلكوا فيه طريقين: طريق أصحاب الرأي والقياس، وهم العراقيون. وطريق أصحاب الحديث، وهم الحجازيون. وكان أهل العراق ذوي علم وبصر؛ لأن أكثرهم من الأعاجم المعرقين في الحضارة، فآثروا تحكيم آرائهم، وضعفت ثقتهم بالأحاديث لما نالها من الاصطناع، فلم يركنوا سوى إلى القليل منها، وصاحب هذا المذهب أبو حنيفة وهو فارسي الأصل. وأما أهل الحجاز فإن الحديث كان متوافرا عندهم، لكثرة الصحابة في المدينة ومكة، فاعتمدوا عليه في أحكامهم، ونبذوا الرأي والقياس؛ لأنهم أهل بداوة ليس لهم من العلم والثقافة ما لأهل العراق، وصاحب هذا المذهب مالك بن أنس الأصبحي. واختص مذهبه بدليل آخر غير الكتاب والسنة، وهو الإجماع، ويريد به ما أجمع عليه أهل المدينة من عمل أو ترك باعتبار أنهم تابعون لمن قبلهم حتى يبلغوا إلى الجيل الذين عاصروا الرسول وأخذوا عنه.
ونبذ القياس أيضا طائفة من العلماء وهم الظاهرية، وإمامهم داود بن علي الأصبهاني، وجعلوا محور مباحثهم ظاهر الكلام بمعزل عن كل تأويل، ولكن مذهبهم لم ينتشر، ولم يعد من المذاهب المقررة في الإسلام، وهي أربعة عند السنيين: مذهب أبي حنيفة، ومذهب مالك، ومذهب الشافعي، ومذهب ابن حنبل.
أبو حنيفة 699-767م/80-150ه
هو النعمان بن ثابت، فارسي الأصل، نشأ بالكوفة، وأخذ عن علمائها، واستنبط فقهه من القرآن، وما صح عنده من الحديث، وعدده قليل لا يجاوز السبعة عشر. وكان اعتماده في الغالب على الرأي والقياس، وتابعه في ذلك أكثر أئمة العراق. واستقدمه المنصور من الكوفة إلى بغداد، لينافس به مالك بن أنس، بعد أن أفتى مالك بخلع بيعته، وتأييد دعوة محمد بن عبد الله العلوي.
وقضى أبو حنيفة حياته بالزهد والورع، وأريد على القضاء غير مرة فرفض مخافة أن يصدر عنه خطأ يحمل وزره. وقيل إن المنصور حبسه لرفضه القضاء وآذاه حتى مات. وقيل بل حبسه لأنه رأى منه تشيعا.
Halaman tidak diketahui