لحبالى، وأقبلوا إلى ساباط فوضعوا أسيافهم فى الناس ، ثم تبعهم الناس وقاتلوهم وقتل ميرهم؛ فانحازوا إلى قطرى فبايعوه، فذعب بهم إلى ناحية كرمان، فأقام بها حتى جتمعت إليه جموع كثيرة وقوى، ثم أقبل حتى أخذ فى أرض أصبهان، ثم خرج إلى الاهواز وكتب للحارث بن أبى ربيعة - وهو عامل مصعب على البصرة - يخبره أن الخوارج قد انحدرت إلى الأهواز ، وأنه ليس لهذا الأمر إلا المهلب؛ فبعث إلى المهلب، مامره بقتال الخوارج والمصير إليهم ، وبعث إلى عامله إبراهيم بن الأشتر فجاء المهلب الى البصرة وانتخب الناس ، وسار بمن أحب ، ثم توجه نحو الخوارج، وأقبلوا إليه حتى التقرا بسولاف فاقتلوا بها ثمانية أشهر أشد القتال (1).
~~وفيها كان القحط الشديد بالشام، ولم يقدروا لشدته على الغزو.
~~وحج بالناس في هذه السنة عبد الله بن الزبير، وكان عامله على المدينة جابر بن الاسود بن عوف الزهرى، وعلى البصرة والكوفة : مصعب، وعلى قضاء البصرة : هشام بن هبيرة، وعلى قضاء الكوفة عبد الله بن عتبة بن مسعود، وعلى خراسان عبد الله بن خازم، وبالشام عبد الملك بن مروان (2).
~~وتوفى فى هذه السنة من الأعيان : الحارث بن مالك - وقيل : الحارث بن عوف، وقيل عوف بن الحارث - أبو واقد الليثي، وعبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم يكني ابا العباس، وعدى بن حاتم الطائى وأمه النوار بنت برمكة بن عكل ويكنى أبا طريف، وعابس ين سعيد القطيفى قاضى مصر، وقيس بن ذريح بن الحباب بن حذافة(3).
~~لم دخلت سنة تسع وستين وفيها خالف عمرو بن سعيد عبد الملك بن مروان وغلب على دمشق؛ فقتله .
~~ذكر عصيان الجراجمة بالشام : لما امتنع عمرو بن سعيد على عبد الملك خرج أيضا قائد من قواد الضواحى فى جبل للكام، واتبعه خلق كثير من الجراجمة والأنباط وأباق عبيد المسلمين وغيرهم ، ثم سار الى لبنان، فلما فرغ عبد الملك من عمرو أرسل إلى هذا الخارج عليه، فبذل له كل جمعة لف دينار فركن إلى ذلك ولم يفسد في البلاد، ثم وضع عليه عبد الملك سحيم بن المهاجر، فتلطف حتى وصل إليه متنكرا، فأظهر له ممالاته، وذم عبد الملك وشتمه ، ----
Halaman 116