الزبير من قبل البصرة؛ فوادع ابن الزبير وداراه، وكتب إليه : قد بلغنى أن عبد الملك بن مروان قد بعث إليك جيشا، فإن أحببت أن أمدك بمدد أمددتك، فكتب إليه: عجل يالجيش. فدعا المختار شرحبيل الهمدانى يسرحه فى ثلاثة آلاف، أكثرهم الموالى، ليس يهم إلا سبعمائة من العرب، وقال : سر حتى تدخل المدينة ، فإذا دخلتها فاكتب إلى بذلك حتى يأتيك أمرى(11 وحج بالناس فى هذه السنة عبد الله بن الزبير، وكان على المدينة : مصعب بن الزبير عاملا لاخيه عبد الله، وعلى البصرة: عبد الله بن أبي ربيعة المخزومى لابن الزبير أيضا، وكان بالكوفة المختار متغلبا عليها، وبخراسان عبد الله بن خازم( لم دخلت سنة سبع وستين وفيها قتل عبيد الله بن زياد بالموصل؛ حيث سار ابراهيم بن الأشتر من الكوفة ليلقى ابن زياد قبل أن يدخل أرض العراق، وكان ابن زياد قد سار فى عسكر عظيم من الشام؛ قبلغ الموصل وملكها، فار إبراهيم وخلف أرض العراق وأوغل فى أرض الموصل ، وجعل على مقدمته الطفيل بن لقيط النخعى وكان شجاعا، فلما دنا ابن زياد عبأ أصحابه، ولم يسر إلا على تعبثة واجتماع ، إلا أنه يبعث الطفيل على الطلائع حتى يبلغ نهر الخازر من بلد الموصل، فنزل بقرية بارشيا، وأقبل ابن زياد إليه حتى نزل قريبا منهم على شاطىء الخازر، وأرسل عمير بن الحباب السلمى - وهو من أصحاب ابن زياد - إلى ابن الأشتر أن القنى، وكانت قيس كلها مضطغنة على ابن مروان من وقعة مرج راهط، وجند عبد الملك يومئذ كلب، فاجتمع عمير وابن الأشتر، فأخبره عمير أنه على ميسرة ابن زياد، وواعده أن ينهزم بالناس، فقال له ابن الاشتر: ما رأيك؟ اخندق على وأتوقف يومين أو ثلاثة؟ فقال عمير : لا تفعل ، وهل يريدون إلا هذا؟! فإن المطاولة خير لهم؛ هم كثير اضعافكم، وليس يطيق القليل الكثير فى المطاولة ، ولكن ناجز القوم؛ فإنهم قد ملئوا منكم رعبا، وإن هم شاموا أصحابك وقاتلوهم يوما بعد يوم ومرة بعد مرة أنسوا بهم عمير: أطعه، فإن الشيخ قد ضرسته الحرب، وقاسى منها ما لم يقاسه أحد، وإذا أصبحت قناهضهم.
----
Halaman 112