يحدث - وكان أبو جعفر الباقر يقول: إنما أراد بالحدث دخول الخلاء - فجيء برأسه ، وابنه حفص بن عمر بن سعد جالس عند المختار، فقال له : أتعرف هذا الرأس؟ فاسترجع وقال : نعم، لا خير في العيش بعده! فقال المختار: صدقت؛ فإنك لا تعيش بعده، فقتل، فإذا رأسه مع رأسه أبيه؛ فقال المختار : هذا بحسين، وهذا بعلى بن حسين ، ولا سواء، والله لو قتل به ثلاثة ارباع قريش ما وفوا أنملة من أنامله! ثم بعث برأسيهما إلى محمد بن على ابن الحنفية، وكان الذى هيج على قتل عمر بن سعد أنه بلغه عن ابن الحنفية أنه يقول : يزعم المختار أنه لنا شيعة وقتلة الحسين جلساؤه يحدثونه، فما ثبث أن قتل عمر وابنه، وطلب المختار سنان بن أنس الذى كان يدعى قتل الحسين ، فوجده قد هرب إلى البصرة، فهدم داره، وما زال يتبع القوم ويقتلهم بفنون القتل ، فإذا لم يجد الرجل هدم داره (1).
~~وفيها بعث المختار جيشا إلى الكوفة للمكر بابن الزبير، وهو مظهر له أنه وجه معونة له؛ لحرب الجيش الذى كان بعثه عبد الملك لحربه؛ وسبب ذلك أنه لما ظهر المختار بالكوفة كان يدعو إلى ابن الحنفية ، والطلب بدماء أهل البيت، وأخذ يخادع ابن الزبير؛ فكتب إليه : أما بعد، فإنك قد عرفت متاصحتى، وما كنت أعطيتنى اذا فعلت ذلك من نفسك، فلما وفيت لك وقضيت مالك على» لم تف لى بما عاهدتنى، فإن ترد مراجعتى أراجعك، أو مناصحتى أنصح لك. وإنما أراد بذلك كفه عنه حتى يستجمع الأمر، فأراد ابن الزبير أن يعلم أسلم هو أم حرب؛ فدعا عمر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام المخزومى فقال له : تجهز إلى الكوفة، فقد وليناكها فقال : كيف وبها المختار؟
~~ققال: إنه يزعم أنه لنا سامع مطيع، فتجهز بما بين الثلاثين ألف درهم إلى الأربعين ألف درهم، ثم خرج مقبلا إلى الكوفة، فبلغ الخبر المختار؛ فدعا زائدة بن قدامة فقال له : اجعل معك سبعين ألف درهم ضعف ما أنفق هذا فى مسيره إلينا، وتلقه فى المفاوز ، وأخرج معك بمسافر بن سعيد بن نمران في خمسمائة فارس دارع رامح، ثم قل له : خذ هذه النفقة، فإنها ضعف نفقتك وانصرف، فإن فعل وإلا فأره الخيل وقل له : إن وراء هؤلاء مثلهم مائة كتيبة ، فخرج زائدة فتلقاه وعرض عليه المال وأمره زائدة بالانصراف ، فقال : إن أمير المؤمنين قد ولاتى الكوفة، ولا بد من إنفاذ أمره، فدعا زائدة بالخيل ، فلما رآها قال : هذا الآن عذرى، فهات المال! فأخذه وذهب نحو البصرة.
~~ولما أخبر المختار أن أهل الشام قد اقبلرا نحو العراق، خشى أن يأتيه مصعب بن ----
Halaman 111