ما فعل أبو إسحاق؟ قالت : قتل! فقال لاصحابه : هؤلاء أيسر أهل بيت بالمدينة، فانتهبوا منزلهم؛ فكان يضرب به المثل بالمدينة : «وأنت أقل شكرا من عمرو».
~~ثم استخلف مسلم على المدينة روح بن زنباع ، وسار إلى ابن الزبير فاحتضر فى الطريق؛ فقال لحصين بن نمير : إنك تقدم بمكة ولا منعة لهم ولا سلاح، ولهم جبال تشرف عليهم؛ فانصب عليهم المنجنيق؛ فإنهم بين جبلين ، فإن تعوذوا بالبيت فارمه واتجه على بنيانه(’’.
~~وحج بالناس هذه السنة عبد الله بن الزبير، وكان يسمى يومئذ العائذ، وكانوا يرون الأمر شورى، وأتاه الخبر بوقعة الحرة هلال المحرم مع سعيد مولى المسور بن مخرمة ، نجاءه أمر عظيم؛ فأعد هو وأصحابه واستعدوا، وعرفوا أن مسلما نازل بهم وتوفى فى هذه السنة من الأعيان : ربيعة بن كعب الأسلمى، وأبو عائشة الهمدانى، واسمه مسروق بن الأجدع بن مالك، والربيع بن خثيم الكوفى الزاهد.
~~لم دخلت سنة أربع وستين لما فرغ مسلم من قتال أهل المدينة ونهبها، شخص بمن معه نحو مكة يريد ابن الزبير ومن معه، واستخلف على المدينة روح بن زنباع الجذامى ، وقيل : استخلف عمرو بن مخرمة الأشجعى، فلما انتهى إلى المشلل نزل به الموت، وقيل : مات بينية هرشى، فلما حضره الموت أحضر الحصين بن نمير وقال له: يابن برذعة الحمار، لو كان الأمر إلى ما وليتك هذا الجند، ولكن أمير المؤمنين ولاك بعدى، خذ عنى أربعا : أسرع السير، وعجل المناجزة، وعم الأخبار، ولا تمكن قرشئا من أذنك، ثم قال : اللهم إنى لم أعمل قط بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله - عملا أحب إلى من قتلى أهل المدينة، ولا أرجى عندى في الآخرة.
~~فلما مات سار الحصين بالناس فقدم مكة لأربع بقين من المحرم سنة أربع وستين ، وقد بايع أملها وأهل الحجاز عبد الله بن الزبير واجتمعوا عليه ، ولحق به المنهزمون من اهل المدينة، وقدم عليه نجدة بن عامر الحنفى فى الناس من الخوارج يمنعون البيت ، وخرج ابن الزبير إلى لقاء أهل الشام ومعه أخوه المنذر؛ فبارز المنذر رجلا من أهل الشام قضرب كل واحد منهما صاحبه ضربة مات منها، ثم حمل اهل الشام عليهم حملة انكشف منها أصحاب عبد الله، وعثرت بغلة عبد الله فقال : تعسا! ثم نزل فصاح بأصحابه : إلى، ----
Halaman 104