ثلاثا، فإن هم أجابوك وإلا فقاتلهم، فإذا ظهرت عليهم فأبحها ثلاثا ، فما فيها من مال أو سلاح أو طعام فهو للجند، فإذا مضت الثلاث فاكفف عنهم وانظر على بن الحين فاستوص به خيرا، أدن مجلته؛ فإنه لم يدخل فى شىء مما دخلوا فيه .
~~وأقبل مسلم بن عقبة بالجيش حتى إذا بلغ أهل المدينة إقباله ، وثبوا على من معهم من بنى أمية فحصروهم فى دار مروان، فقالوا: لا والله، لا نكف عنكم حتى نستنزلكم ونضرب أعناقكم ، أو تعطونا عهد الله وميثاقه ألا تبغونا غائلة ، ولا تدلوا لنا على عورة، ولا تظاهروا علينا عدوا، فأعطوهم العهد على ذلك، فأخرجوهم من المدينة، فخرجوا باثقالهم حتى لقوا مسلم بن عقبة بوادى القرى، فدعا بعمرو بن عثمان وقال له : أخبرنى ما وراءك وأشر على ، قال : لا أستطيع أن أخبرك شيئا؛ أخذت علينا العهرد والمواثيق الا ندلك على عورة؛ فانتهره وقال : لولا أنك ابن عثمان لضربت، وايم الله لا أقيلها قرشيا يعدكا فخرج بما لقى من عنده إلى أصحابه فقال مروان لابنه عبد الملك : ادخل قبلى؛ لعله يجتزئ بك عنى، فدخل عليه عبد الملك فقال : هات ما عندك، أخبرنى خبر الناس، وكيف ترى، فقال له : أرى أن تسير بمن معك حتى تأتيهم من قبل الحرة، ففعل وقال : يا أهل المدينة، إن أمير المؤمنين يزيد يزعم أنكم الأصل، ويقول : إنى اكره إراقة دمائكم، وإنى أؤجلكم ثلاثا، فمن راجع الحق أمنته، ورجعت عنكم، وسرت إلى هذا الملحد الذى بمكة ، وإن أبيتم فقد أعذرنا إليكم.
~~فلما مضت الأيام الثلاثة قال: يا أهل المدينة، ما تصنعون؟ قالوا: نحارب، فقال : لا تفعلوا وادخلوا فى الطاعة، فقالوا: لا نفعل ، وكانوا قد اتخذوا خندقا ونزله منهم جماعة ، و كان عليهم عبد الرحمن بن زهير بن عبد عوف، وكان عيد الله بن مطيع على ربع آخر في جانب المدينة، وكان معقل بن سنان الأشجعى على ربع آخر، وكان أمير جماعتهم عبد الله بن حنظلة الغسيل الأنصارى فى أعظم تلك الأرباع وأكثرها عددا ، وقيل : كان ابن مطيع على قريش وابن حنظلة على الأنصار، ومعقل بن سنان على المهاجرين، فحمل ابن الغسيل على الخيل حتى كشفها، وقاتلوا قتالا شديدا، وجعل مسلم يحرض أصحابه، وكان مريضا؛ فيصب له سرير بين الصفين، وقال : قاتلوا عن أميركم! وأباح مسلم المدينة ثلاثا يقتلون الناس ويأخذون الأموال، فأرسلت سعدى بنت عوف المرية إلى مسلم: تقول بنت عمك : مر أصحابك لا يعترضوا الإيل لنا بمكان كذا، فقال : لا تبدعوا إلا بها، وجاءت امرأة إلى مسلم وقالت : أنا مولاتك وابنى فى الأسرى، فقال: عجلوه لمكانها، قضربت عنقه، وقال : أعطوها رأسه، أما ترضين ألا تقتلى حتى تكلمى فى ابنك؟! ووقعوا ----
Halaman 102