وحج بالناس فى هذه السنة الوليد بن عتبة .
~~وتوفى في هذه السنة من الاعيان: بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الاعرج أبو عبد الله، والرباب بنت امرئ القيس، وعلقمة بن قيس بن عبد الله أبو شبل النخعى الكوفى، وعمرو بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عوف أبو الضحاك، وعقبة بن نافع بن عبد قيس الفهرى، ومسلمة بن مخلد بن الصامت أبو معن ويقال: أبو سعيد، ونوفل بن معاوية بن عمرو بن صخر بن يعمر لم دخلت سنة ثلاث وستين وفيها كانت وقعة الحرة، ذكر أبو الحسن المدائنى عن اشياخه : أن أهل المدينة أتوا المنبر فخلعوا يزيد؛ فقال عبد الله بن أبى عمرو بن حفص المخزومى : قد خلعت يزيد كما خلعت عمامتى - ونزعها عن رأسه - وإنى لا أقول هذا وقد وصلنى وأحسن جائزتى، ولكن عدو الله سكيرا وقال آخر : قد خلعته كما خلعت نعلى . .. حتى كثرت العمائم والنعال، ثم ولوا على قريش عبد الله بن مطيع، وعلى الأنصار عبد الله بن حنظلة، ثم حاصر القوم من كان بالمدينة من بنى أمية ومراليهم ومن يرى رأيهم؛ فكتب مروان وجماعة من بنى أمية إلى يزيد : إنا قد حصرتا فى دار مروان ومنعنا العذب فياغوثاه، فوصل الكتاب إليه وهو جالس على كرسى واضع قدميه فى ماء فى طست؛ من وجع كان به - ويقال : إنه كان به نقرس - ثم قال للرسول : أما يكون بنو أمية ومواليهم بالمدينة الف رجل؟ فقال : بلى وأكثر، قال : فما استطاعوا أن يقاتلوا ساعة من نهار؟! فقال : أجمع الناس عليهم ، فلم يكن بهم طاقة؛ فبعث إلى عمرو بن سعيد فأقرأه الكتاب وأمره أن يسير اليهم ، فقال : قد كنت ضبطت لك البلاد وأحكمت الأمور، فأما الآن فإنما هى دماء قريش تهراق، فلا أحب أن اتولى ذلك، قال : فبعثنى بالكتاب إلى مسلم بن عقبة، وهو شيخ كبير، فجاء حتى دخل على يزيد، فقال : اخرج وسر بالناس.
~~فخرج مناديه فنادى أن سيروا إلى الحجاز على أخذ اعطياتكم كملا ومعونة مائة دينار توضع فى يد الرجل من ساعته؛ فانتدب لذلك اثنى عشر ألفا، وكتب يزيد إلى ابن مرجانة أن اغز ابن الزبير، فقال : لا والله، لا أجمعهما للفاسق أبدا، أقتل ابن بنت رسول الله لة وأغزو البيت! وفصل ذلك الجيش من عند يزيد وعليهم مسلم بن عقبة، وقال له : إن حدث بك حادث فاستخلف على الجيش حصين بن نمير السكونى، وقال له : ادع القوم ----
Halaman 101