سمرة، فقدما عليه المدائن، فأعطياه ما أراد، وصالحاه على أن يأخذ من بيت مال الكوفة خمسة آلاف ألف في اشياء اشترطها، وكان معاوية قد أرسل إليه قبل ذلك صحيفة بيضاء، وكتب إليه : اشترط في هذه الصحيفة ما شئت فهو لك ، فاشترط أضعاف الشروط التى سالها معاوية قبل ذلك، وأمكها عنده، وأمسك معاوية صحيفة الحسن التى كتب إليه فيها، فلما التقيا سأله الحسن أن يعطيه الشروط التى شرط في الصحيفة، فأبى معاوية، وقال : لك ما كنت تسألنى، وكان الصلح بينهم بمسكن ثم دخلوا الكوفة فقال عمرو بن العاص لمعاوية: مر الحسن أن يقوم فيخطب، فكره معاوية ذلك، وقال : ما تريد بهذا؟
~~قال : أريد أن يبدو عيه فى الناس، فخرج معاوية فخطب، ثم قال : قم يا حسن فتكلم، فقام فقال : أما بعد، فإن الله هداكم بأولنا، وحقن دماءكم بآخرنا، والدنيا دول، وإن الله تعالى قال لنبيه : (وإن أدرى لعله فتنه لكر ومنلع إلى جينز) [الأنبياء : 111]، فقال معاوية: اجلس، ثم خرج الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر من الكوفة إلى المدينة، وسلم الكوفة إلى معاوية لخمس بقين من ربيع الأول سنة إحدى وأربعين، وقيل: فى ربيع الآخر، ويقال : فى غرة جمادى الأولى وفيها جرى الصلح بين قيس بن سعد وفعاوية.
~~وفيها خرجت الخرارج على معاوية.
~~وفيها استعمل معاوية عبد الله بن عمرو بن العاص على الكوفة، فأتاه المغيرة بن شعبة فقال له : أستعملت عبد الله على الكوفة، وأباه على مصر ، فتكون أميرا بين نابى الأسد؟!
~~فعزله عنها واستعمل المغيرة على الكوفة، وبلغ عمرا ما قال المغيرة؛ فدخل على معاوية فقال : أستعملت المغيرة على الخراج فيغتال المال ، ولا تستطيع أن تأخذه منه ، استعمل على الخراج رجلا يخافك ويتقيك، فعزله عن الخراج واستعمله على الصلاة(2).
~~وفيها ولى بسر بن أبى ارطاة البصرة .
~~وحج بالناس فى هذه السنة عتبة بن أبى سفيان، وقيل: عنبسة بن أبى سفيان .
~~وتوفى في هذه السنة من الأعيان : ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب وأمه العجلة بنت العجلان، ورفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان، وصفوان بن أمية بن خلف ابن وهب بن حذافة بن جمح، وعثمان بن طلحة بن أبى طلحة بن عبد العزى، وعمرو بن ----
Halaman 79