الاسود الكونى، وعاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى م دخلت سنة اثنتين وآربعين وفيها غزا المسلمون اللان ، وغزوا الروم أيضا فهزموهم هزيمة منكرة، وقتلوا جماعة من بطارقتهم.
~~وفيها ولد الحجاج بن يوسف في قول.
~~وفيها ولى معاوية مروان بن الحكم المدينة، وولى خالد بن العاص بن هشام مكة ، فاستقضى مروان عبد الله بن الحارث بن نوفل، ركان على الكرفة المغيرة بن شعبة، وعلى قضائها شريح، وعلى خراسان قيس بن الهيئم ، استعمله ابن عامر ، وقيل : استعمله معاوية لما استقامت له الأمور، فلما ولى ابن عامر البصرة أقره عليها (2).
~~وفيها قدم زياد من فارس على معاوية.
~~وفيها تحركت الخوارج الذين كانوا انحازوا عمن قتل منهم بالنهروان، ومن كان ارتث من جرحاهم بالنهروان فبرى، وعفا عنهم على بن أيى طالب رضى الله عنه، وكان حيان ابن ظبيان اللمى يرى رأى الخوارج، وكان ممن ارتث يوم النهروان، فعفا عنه على رضى الله عنه فى أربعمائة عفا عنهم من المرتثين يوم النهر ، فلبث فى أهله شهرا أو نحوه، ثم خرج إلى الرى فى رجال كانوا يرون ذلك الرأى ، فلم يزالوا مقيمين بالرى حتى بلغهم قتل على رضى الله عنه؛ فدعا أصحابه أولثك - وكانوا تسعة عشر رجلا - فأتوه ، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال : ايها الإخوان من المسلمين، إنه قد بلغنى أن أخاكم ابن ملجم قعد لعلى عند أغباش الصبح، فشد عليه فقتله؛ فأخذ القوم يحمدون الله على قتله، فقال حيان : إنه والله ما تلبث الأيام لابن آدم حتى تذيقه الموت ، فيدع الدنيا التى لا يبكى عليها إلا الفجرة! فانصرفوا - رحمكم الله - إلى مصرنا، فلنأت إخواننا فلندعهم إلى الامر بالمعروف والنهى عن المنكر؛ فإنه لا عذر لنا في القعود، وولاتنا ظلمة ، وسنة الهدى متروكة، فإن أظفرنا الله بهم يشفى صدور قوم مؤمنين، وإن نقتل فهى مفارقة الظالمين ففيها راحة ، ولنا فى أسلافنا الصالحين أسوة، فقالوا: كلنا قابل منك ما ذكرت، وحامد رأيك، فرد بنا المصر؛ فإنا راضون بهديك، فخرج وخرجوا معه مقبلين إلى الكوفة، فأحب العافية واحسن في الناس السيرة، ولم يفتش على أهل الأهواء عن اهوائهم، وكان يقال له : إن فلانا يرى راى الشيعة وفلانا يرى رأى الخوارج، فيقول: ----
Halaman 80