وفي السادس من صغر ولدت امراة نصرانية ، بقصر الشمع ، محلة من محال مصر ، ثلاث بنات في بطن واحد ، كل واحدة منهن في مشيمة ، ومتن لوقهن - ف سبحان القادر على كل شيء والرازق لكل حي -.
ذكر توجه هولانا السلطان إلى الكرك
توجه الركاب الشريف السلطاني إلى الكرك المحروس على الهجن يوم الأحد سابع شهر صفر ، وفي صحبته الأمير بدر الدين بيسري ، والأمير سيف الدين أتامش االسعدي . وكان السبب في توجهه إلى الكرك أنه وقع فيه برج ، فاشتهى أن يكون اصلاحه بحضوره ، ورأى بالكرك بساتينا فسأل عنها ، فرآها محكرة حكرا رخيصا فسكها جميعها ، ثم عاد إلى مصر فدخلها يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول ، والتقى به الملك المنصور ، في طريقه عايدا إلى الشام ، على الغرابي ليلا فودعه .
ذكر إقبال مولانا السلطان على الأمير شهاب الدين القيمري
وكان الأمير شهاب الدين يوسف بن الأمير حسام الدين الحسن بن أبي الفوارس االقيمري من أعيان الأمراء ، في دولة الملك الصالح نجم الدين أيوب بن السلطان االمك الكامل ناصر الدين بن الملك العادل صاحب الديار المصرية ، وفي دولة الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن الملك العزيز ، صاحب الشام . فلما ملك التتر الشام ، تخيل أنه كان ممن تثبط الملك الناصر عن لقائهم، فأوخذ بذلك وعطل، وأطلق له من بيتالمال كل يوم عشرون درهمأ لنفقته وكلفه ، ودام على هذه الحال إلى أن جرى الله في اخاطرة مولانا السلطان الملك الظاهر النظر إليه والعطف عليه ، فأعطاه قبل سفره إلى الكرك خبز أربعين طواشيا بدمشق لمت شعث رتبته ، ورمت ما تهدم من مباني إمرته .
Halaman 70