السنة الخامسة عشرة من دولة مولانا السلطان الملك الظاهر وهي سنة ثلاث وسبعين وستمائة
متجددات الأحوال في هذه السنة
في الخامس عشر من المحرم ، وهو يوم السبت جهزت الشواي من الصناعة صر المحروسة إلى دمياط .
ذكر وصول الملك المنصور صاحب حماة إلى مصر
وفي الأحد ، سادس عشر المحرم ، وصل الملك المنصور ناصر الدين محمد بن الملك المظفر محمود بن الملك المنصور محمد بن تفي الدين عمر بن شاهنشاه، صاحب حماة ، إلى القاهرة ، فتلقاه مولانا السلطان بظاهر القاهرة وكان في صحبته أخوه المك الأفضل نور الدين علي ، وولده الملك المظفر محمود ، وأنزل بالكبش وهو منتزه مشرف على بركة الفيل ، بناه الملك الصالح نجم الدين أيوب لما ملك مصر ، فلما حل به بعث إليه مولانا السلطان السماط بكامله صحبة الأمير شمس الدين الفارقاني ااستاذ الدار ، فوقف في وسطه ، لما مد ، كما يفعل بين يدي مولانا السلطان . فلم يزل به الملك المنصور يسأله في الجلوس حتى جلس . ثم وصلت إليه من الخلع والمواهب ما لم ينهض بعبثه شكره ، ولا يقوم لسانه بنشر ذكره ، وأباح له ما لم يبحه لأحد من خواصه ، من شرب الخمر، وسماع المغنى وساير الملاذ ، مبالغة في إكرامه واحترامه .
Halaman 100