============================================================
الفن الأول والله يبقيك لنا سالمسا برداك تبحيل وتعظيم الايجاز والإطناب والمساواة قال السكاكى: أما الإيجاز والإطناب؛ فلكوهما نسبيين، لا يتيسر الكلام فيهما إلا بترك التحقيق والتعيين، والبناء على آمر عرفي، وهو متعارف الأوساط، أي كلامهم في بحرى عرفهم في تأدية المعاني، وهو لا يحمد في باب البلاغة ولا يذم.
فالايجاز: أداء المقصود بأقل من عبارة المتعارف. والإطناب: أداؤه بأكثر منها. ثم قال: الاختصار لكونه نسبيا يرجع فيه تارة إلى ما سبق، وأخرى إلى كون المقام خليقا بأبسط مما ذكر، وفيه نظر؛ لأن كون الشيء نسبيا لا يقتضي تعسر تحقيق معناه، ثم البناء على المتعارف والبسط الموصوف رد إلى الجهالة،0000.
برداك تعظيم: هذه جملة حالية وقعت بعد قوله، "سالما1، ولو لم يتقدمها لم يحسن فيها ترك الواو بعده؛ لثلا يوهم عطف الجملة على المفرد. لا يحمد: أي من الأوساط بل من البليغ أيضا؛ لعدم رعاية مقتضيات الأحوال، ولا يذم منهم؛ لأن غرضهم تأدية أصل المعنى بدلالات وضعية، وذلك حاصل. إلى ما سبق إلخ: أي إلى كون العبارة المتعارف اكثر منه، وقوله: ما ذكر" أى من الكلام الذي ذكره المتكلم. وفيه نظر: لأن الأبوة والأخوة والعلية والمعلولية مع كوها نسبية متحققة المعاني وحوابه: أن المراد بعدم تيسر تحقيقه: أن لا مكن أن تحقق وتعين أن هذا القدر من الكلام إيجاز وذلك إطناب، وهذا ضروري، وليس المراد: أنه لا يمكن أن يتعين معناهما أصلا حتى اعترض عليه؛ لأن ما ذكره السكاكي تفسيرهما.
إلى الجهالة: إذ لا تعرف كمية متعارف الأوساط وكيفيتها؛ لاحتلاف طبقاهم، ولا يعرف أن كل مقام أي مقدار يقتضي من البسط حتى يقاس عليه ويرحع إليه، والجواب أن الألفاظ قوالب المعاني، والأوساط الذين لا يقدرون في تأدية المعاني على اختلاف العبارات، والتصرف في لطائف الاعتبارات لهم حد معلوم من الكلام يجري بينهم في المحاورات والمعاملات، وهذا معلوم للبلغاء وغيرهم، فالبناء على المتعارف واضح بالنسبة إليهما جيعا، وأما البناء على البسط الموصوف؛ قإنما هو للبلغاء العارفين مقتضيات الأحوال بقدر ما يمكن لهم، فلا يجهل عندهم ما يقتضيه كل مقام من مقدار البسط:
Halaman 72