============================================================
الفن الأول علم المعابي وغيرها لانتفاء مقدم، مع أن الأصل استمراره فيحصل به الدلالة عليها عند الاطلاق بخلاف المثبت؛ فإن وضع الفعل على إفادة التجدد، وتحقيقه أن استمرار العدم لا يفتقر إلى سبب، بخلاف استمرار الوجود. وأما الثاي فلكونه منفيا، وإن كانت اسمية، فالمشهور جواز تركها؛ لعكس ما مر في الماضي المثبت، نحو: كلمته فوه إلى في" وأن دخولها أولى؛ لعدم دلالتها على عدم الثبوت مع ظهور الاستئناف فيها، فحسن زيادة رابط نحو: فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون} (البقرة:22). وقال عبد القاهر: إن كان المبتدأ ضمير ذي الحال، وحبت نحو: "جاء زيد وهو يسرع1، أو اوهو مسرع1، وإن جعل نحو: اعلى كتفه سيف" حالا، كثر فيها تركها نحو: "خرجت مع البازي على سواد1، وحسن الترك تارة؛ لدخول حرف على المبتدأ كقوله: فقلت: عسى أن تبصريني كأتما بني حوالي الأسود الحوارد وأخرى لوقوع الجملة بعقب مفرد كقوله: استمراره: آي استمرار ذلك الانتفاء؛ لأن الأصل في الأشياء العدم. عند الإطلاق: وترك التقييد بقرينة منفية للاستمرار. لا يفتقر: إما لأن العدم لا يعلل، كما هو مذهب المتكلمين، فاستمراره لا يعلل أيضاء لأته عدم أيضا؛ لأن العدم أولى بالممكن لذاته؛، لأنه لو لم يوحد شىء أصلا ولم يتحقق تأثير في عدم الممكن، كان عدمه متحققا إذا لم يفتقر العدم إلى سبب، فإذا حصل أي العدم فالأصل بقاؤه.
بخلاف فانه يفتقر إلى سبب حديده لتجدد الوحود، فيفتقر كل وجود إلى سبب آخر. وأما التاي: آي عدم دلالة الماضى على الحصول. خرجت مع البازي: أوله: إذا أنكرتي بلدة أو نكرقا والمعنى: إذا لم يعرف قدرى أهل بلدة أو لم أعرفهم، خرجت منهم مصاحبا للبازي الذي هو أبكر الطيور مشتملا على شيء من ظلمة الليل غير منتظر لإسفار الصبح.
بني حوالي: بني الأسود الحوارد" جملة اسمية وقعت حالا من مفعول اتبصريني، ولولا دحول "كأنما عليها، لم يحسن الكلام إلا بالواو، وقوله: "حوالي" أي في اكنافي وجواني، وهو حال من بني)؛ لما في حرف التشبيه من معنى الفعل.
Halaman 71