============================================================
الفن الأول علم المعايي أو تضاد كالسواد والبياض والإيمان والكفر وما يتصف ها، أو شبه تضاد كالسماء والأرض والأول والثاني؛ فإنه ينزلهما منزلة التضايف، ولذلك تحد الضد أقرب خطورا بالبال مع الضد، أو خيالي، بأن يكون بين تصوريهما تقارن في الخيال سابق، وأسبابه مختلفة، ولذلك اختلفت الصور الثابتة في الخيالات ترتبا ووضوحا، ولصاحب علم المعاني فضل احتياج إلى معرفة الجامع، لا سيما الجامع الخيالي؛ فإن جمعه على بحرى الإلف والعادة. ومن محسنات الوصل تناسب الجملتين في الاسمية أو الفعلية، والفعليتين في المضي والمضارعة إلا لمانع.
تذنيب: أصل الحال المنتقلة أن تكون بغير واو؛ لأها في المعنى حكم على صاحبها كالخبر، أو تضاد: وهو التقابل بين أمرين وحوديين يتعاقبان على فعل واحد. كالسماء والأرض: في المحسوسات؛ فافما وجوديان، أحدهما في غاية الارتفاع والآحر في غاية الانحطاط وهذا معنى شبه التضاد، وليسا متضادين؛ لعدم تواردهما على محل؛ لكوفما من قبيل الأحسام دون الأعراض والأول: هذا مثال شبه التضاد فيما يعم المحسوسات والمعقولات، أو الأول والثاني تشبهان التضاد باعتبار اشتمالهما على وصفين لا يمكن اجتماعهما، ولا مكن أن يكونا متضادين؛ لأن المتضادين يكونان وحوديين، والأول يعتبر في مفهومه العدم.
أو خيالي: وهو آمر بسببه يقتضى الخيال احتماعهما في القوة المفكرة. وضوحا: فكم من صور لا انفكاك بينهما في خيال، وهى في خيال آخر مما لا يجتمع أصلا، وكم من صور لا تغيب عن خيال، وهي في خيال آخر ما لا تقع قط. معرفة الجامع: لأن معظم أبوابه الفصل والوصل وهو مبني على الجامع. إلا لمانع: كما إذا أريد بإحداهما التجدد وبالأخرى الثبوت، كما إذا كان زيد وعمرو قاعدين، ثم قام زيد دون عمرو، قلت: قام زيد وعمرو قاعد؛ إذ مراعاة المعنى أولى وأوجب من مراعاة المناسبة اللفظية تذنيب: هو حعل الشىء ذنابة للشيع شبه به ذكر بحث الجملة الحالية، وكوفا بالواو تارة وبدوها أخرى عقيب بحث الفصل والوصل؛ لمكان التناسب. المتعقلة: أي التي ينتقل عن ذي الحال، واحترز ها عن الحال المؤكدة، وهي حال مقرب لمضمون جملة لا ينتقل عن ذي الحال أصلا، وتتحد مع الجملة السابقة اتحادا تاما، نحو: هو الحق لا شبهة فيه، ولا يجوز إدخال الواو فيه، ولا بحث عنها ههنا.
Halaman 68