============================================================
الفن الأول علم المعابي المسند إليهما والمسندين جميعا، نحو: ايشعر زيد ويكتب ويعطي وكنعا وازيد شاعر وعمرو كاتب، وازيد طويل وعمرو قصير1؛ لمناسبة بينهما بخلاف ازيد شاعر و عمرو كاتب" بدوها، وازيد شاعر وعمرو طويل مطلقا.
السكاكي: الجامع بين الشيئين إما عقلي، بأن يكون بينهما اتحاد في التصور أو تماثل هناك فإن العقل بتجريده المثلين عن التشخص في الخارج يرفع التعدد بينهما، أو
قضايف كما بين العلة والمعلول، والأقل والأكثر، أو وهمي ، بأن يكون بين تصوريهما شبه تمائل كلوي بياض وصفرة؛ فإن الوهم يبرزهما في معرض المثلين، ولذلك حسن الجمع بين الثلاثة في قوله: ثلائة تشرق الدنيا ببهجتها شمس الضحى وأبو إسحاق والقمر المسند اليهما: آي باعتبار المسند إليه في الجملتين وباعتبار المسند فيهما، نحو: يشعر زيد ويكتب، ف يكب" معطوفة على ايشعر، والجامع بينهما هو اتحاد المسند إليه والمناسبة يين الشعر والكتابة ظاهرة والمناسبة بين "يعطي زيد" والكمنع هي تضاد الإعطاء والمنع. زيد شاعر: هذا تظير احتلاف المسند إليه، والمناسبة بينهما باعتبار المسند إليهما بأن كان زيد وعمرو أخوين أو نظيرين بأن يكونا عاملين أو قاضيين أو غيرهما، وباعتبار المسندين؛ لأن الشاعر يناسب الكاتب. بينهما: آي بشترط أن يكون بين زيد عمرو مناسبة كالأخوة والصداقة والعداوة أو نحو ذلك.
بخلاف زيد إلخ: أي لا يجوزه لعدم المناسبة بين المسند إليهما في المثال الأول، ولعدم المناسبة بين المسندين أي "شاعر11 و"طويل" في المثال الثاني. إما عقلي: وهو أمر بسببه يقتضى العقل احتماعهما في المفكرة. أو تماثل: أي اشتراك في وصف مخصوص هما في الجملة. فإن العقل: وهذا لأن العقل لما أدرك شيئين أحمرين مثلا؛ فإنه لا يدرك الجزئيات عند الحكماء بل الكليات، فيرفع التعدد عنهما، ويجعلهما كالمتحدين فيتصور الحمرة الجامع لهما، وكذا في غير هذا النظير وهذا دليل على أن التمائل عقلي أو تضايف: وهو كون الشيئين بحيث لا يمكن تعقل كل منهما إلا بالقياس إلى تعقل الآخر. أو وهمي: وهو آمر بسببه يحتال الوهم في احتماعهما عند المفكرة، يخلاف العقل، فإنه إذا خلى ونفسه لم يحكم بذلك. معرض المثلين: من جهة أنه يسبق إلى الوهم أهما نوع واحد زيد في أحدهما عارض ولذلك: أي ولأن الوهم ييرزهما في معرض المثلين.
والقمر: فإن الوهم يبرزها في معرض الأمثال، ويتوهم أن هذه الثلاثة من نوع واحد، وهو إشراق الدنيا، وإنما اختلفت بالعوارض، بخلاف العقل؛ فإنه يعرف أن كلا منها من نوع آخر، وإنما أشركت كل في عارض وهو اشراق الدنيا هبحتها.
Halaman 67