============================================================
الفن الأول علم المعايي قال لي كيف آنت قلت عليل سهر دائم وحزن طويل أي ما بالك عليلا أو ما سبب علتك؟ وإما عن سبب خاص نحو: وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء (يوسف:53) كأنه قيل: هل النفس أمارة بالسوء؟ وهذا الضرب يقتضي تأكيد الحكم كما مر، وإما عن غيرهما نحو: قالوا سلاما قال سلام} (هود:29) أي فماذا قال؟ وقوله: زعم العواذل أنني في غمرة صدقوا ولكن غمرتي لا تنجلي وأيضا منه ما يأني بإعادة اسم ما استؤنف عنه نحو: "أحسنت إلى زيد، زيد حقيق بالإحسان1، ومنه ما يبنى على صفته نحو: "صديقك القدم أهل لذلك"، وهذا أبلغ، وقد يحذف صدر الاستثناف نحو: يسبح له فيها بالغدو والآصال (النور:36)، وعليه كيف انت: السؤال ههنا عن مطلق سبب العلة بقرينة العرف والعادة؛ لأن العادة إذا قيل: فلان عليل أن يسأل عن سبب علته وموجب مرضه، لا أن يقال: هل علته كذا وكذا؟، لا سيما السهر والحزن فلا يقال: هل سبب مرضه السهر والحزد؟؛ لأهما من أبعد أسباب المرض آبرى نفسي: بقرينة التأكيد؛ فإن الجواب عن مطلق السبب لا يؤكد. كما مر: أى في أحوال الإسناد من أن المخاطب إذا كان طالبا مترددا حسن تقوية الحكم مؤكد، والمراد بالاقتضاء الاستحساني لا الوجوبي، والمستحسن في باب البلاغة بمنزلة الواجب.
فماذا قال: في جواب سلامهم فقيل: قال: سلام. صدقوا: لم يعطف اصدقوا1 على ازعم للاستتناف، وذلك أنه حين أظهر الشكاية عن جماعات العذال بقوله: ازعم العواذل(، فكان مما يحرك السامع عادة ليسأل: هل صدقوا في ذلك أم كذبوا؟ صار هذا السؤال مقتضى الحال، فبنى عليه تاركا للعطف.
ما استؤنف عنه: آي ما أوقع عنه الاستيناف، وأصل الكلام استؤنف عنه الحديث، فحذف المفعول ونزل الفعل مترلة اللازم. على صفته: أي صفة ما استؤنف عنه دون اسمه، والمراد: صفة تصلح ترتب الحديث عليها.
صديقك: أي كقولك: أحسنت إلى زيد صديقك القدم أهل لذلك والسؤال المقدر فيهما: لماذا أحسن عليه؟
أو هل هو حقيق بالإحسان؟ يسبح له: يعني إذا قيل: يسبح له، فقد علم أن ثه فاعلا، لكنه لم يذكر، فكان سائلا سأل عنه، وقال من يسبح؟ فقيل: رحال آي يسبح رحال، فايسبح صدر الاستيناف، وهو محذوف.
وعليه: آي على حذف صدر الاستيناف.
Halaman 65