============================================================
الفن الأول علم المعابي في قوله: أقسم بالله أبو حفص عمر، وأما كوها كالمنقطعة عنها، فلكون عطفها عليها موها لعطفها على غيرها، ويسمى الفصل لذلك قطعا مثاله: وتظن سلمى أنني أبغي ها بدلا أراها في الضلال قيم ويحتمل الاستيناف. وأما كوها كالمتصلة ها فلكوفا جوابا لسؤال اقتضته الأولى، فتنزل منزلته فتفصل عنها، كما يفصل الجواب عن السؤال. السكاكي: فتنزل منزلة الواقع لنكتة، كاغناء السامع عن أن يسأل، أو أن لا يسمع منه شيع، ويسمى الفصل لذلك اسنافا وكذا الثانية وهو ثلاثة أضرب؛ لأن السؤال إما عن سبب الحكم مطلقا، نحو: أقسم بالله إلخ: ممام البيت: ما مستها من نقب ولا دبر قصته أن أعرابيا أتى عمر ه فقال: إن أهلي بعيد، وإني على تاقة دبراء عحفاء نقباء واستحمله، فظنه كاذبا فلم حمله، فانطلق الأعرابي، فحل بعيره ثم استقبل البطحاء، وحعل يقول وهو مشي خلف بعيره هنا البيت، والمصراع الثالث: اغفر له اللهم إن كان فحر وعمر مقبل من أعلى الوادي، فحعل إذا قال: "اغفرله إلخ( "اللهم صدق" حتى التقيا وأحذ بيده، وقال: ضع عن راحلتك، فوضع فاذا هي نقباء عحفات فحمله على بعيره وزؤده وكساه.
وتظن إلخ: أقول: بين اتظن" و"أراها" مناسبة ظاهرة؛ لاتحادهما في المسند؛ لأن الرؤية مرادف الظن، والمسند إليه في تظن" محبوب، وفي "أراها محب، لكن لم يعطف "أراها على اتظن1؛ لئلا يتوهم السامع أنه معطوف على "أبغي"؛ لقربه منه؛ لأنه ليس عمراد، بل المراد أنه حكم الشاعر على سلمى باأراها في الضلال قميم(1؛ لأنه من مظنونات سلمى في حق الشاعر؛ فلذلك يكون "أراها كالمنقلة عن اتظن") وإن صح عطفها عليه ويحتمل إلخ: كأنه قيل للشاعر: كيف تراها في هذا الظن؟ فقال: أراها تتحير في أودية الضلال، فينعكس المقصود. فتتزل: أى ذلك السوال الذي تقتضيه الأولى، وتدل عليه بالفحوى منزلة السؤال الواقع، ويطلب بالكلام الثاني وقوعه حوابا له، فيقطع عن الكلام الأول لذلك. استتنافا: أي لكون الكلام الثاني حوابا لسؤال اقتضته الأولى استتنافا.
Halaman 64