============================================================
الفن الأول علم المعابي في قولك لمن أقبل يتظلم: يامظلوم! والاختصاص في قولهم: أنا أفعل كذا أيها الرجل!
أي متخصصا من بين الرجال.
ثم الخبر قد يقع موقع الإنشاء إما للتفاؤل أو لاظهار الحرص في وقوعه والدعاء بصيغة الماضي من البليغ يحتملهما، أو للاحتراز عن صورة الأمر، أو لحمل المخاطب على المطلوب، بأن يكون ممن لا يحب أن يكذب الطالب. تنبيه: الإنشاء كالخبر في كثير ما ذكر في الأبواب الخمسة، فليعتبره الناظر.
الفصل والوصل الوصل: عطف بعض الجمل على بعض، والفصل: تركه، فإذا أتت جملة بعد جملة، فالأولى إما أن يكون لها محل من الإعراب أو لا، وعلى الأول إن قصد تشريك الثانية لها يا مظلوم: قصدا إلى إغرائه وحثه على زيادة التظلم وبث الشكوى، لأن الإقبال حاصل. أيها الرجل: أصله تخصيص المنادى بطلب إقباله عليك، ثم حعل بردا عن طلب الإقيال، ونقل إلى تخصيص مدلوله من بين أمثاله بما نسب إليه؛ إذ ليس المراد باي" ووصفه المخاطب، بل ما دل عليه ضمير المتكلم ف اأيها مضموم، واالرجل" مرفوع، والمجموع في محل النصب على أنه حال، ولهذا قال: "أي متخصصا إلخ". للفاؤل: بلفظ الماضى دلالة على أنه كأنه وقع.
أو لاظهار إلخ: كما مر في بحث الشرط من أن الطالب إذا عظم رغبته في شيعه يكثر تصوره إياه، فرتما يخيل إليه حاصلا، فيورد بلفظ الماضى، نحو: رزقني الله تعالى لقاعك.
يحتملهما: آي التفاؤل وإظهار الحرص صورة الأمر: أي للتأديب كقول العبد للمولى إذا حول عنه وحهه: اينظر المولى إلي ساعة(1) فيإن قول العبد للمولى: ينظر المولى إلي" أقرب إلى التأديب من قوله: "انظر إلي" وإن كان دعاء في الحقيقة. لحمل المخاطب: أي لإغراء المتكلم المخاطب على إتيان المطلوب. يكذب: على صيغة المجهول، أي ينسب إلى الكذب، كقولك لصاحبك الذي لا يجب تكذيك: "تأتيني غدا مقام "ائتني") لحمله بألطف وحه على الاتيان؛ لأنه إن لم يأتك غدا صرت كاذبا من حيث الظاهر؛ لكون كلامك في صورة الخبر.
في كشر: لا في الجميع، فإن تقدم المسند إليه على المسند لا يتاتى في الإنشاء وكذا ما ذكر في الإسناد من مطابقته للواقع لا يتاتى في الإنشاء. الفصل والوصل: لما كان الفصل أصلا والوصل عارضا طاريا عليه، فبدأ بذكر الوصل، لكن لما كان الوصل بمنزلة الملكة والفصل بمنزلة العدم، والأعدام إنما تعرف ملكاها، فبدأ في التعريف بذكر الوصل. على الأول: أي على تقدير أن يكون للأول محل من الإعراب.
Halaman 60