============================================================
الفن الأول المعاه: قيل: ويستعمل في مواضع التفخيم، مثل: أيان يؤم الدين (الذريات:12)، و"أبن" تستعمل تارة معن "كيف1، نحو: فأتوا حرثكم أنى شئتم (البقرة:223)، وأخرى )عنمن أين1، نحو: أنى لك هذا (آل عمران: 37).
ثم إن هذه الكلمات كثيرا ما تستعمل في غير الاستفهام كالاستبطاء نحو: 1كم دعوتك"، والتعحب، نحو: ما لي لا أرى الهذهد (لمل:20)، والتتبيه على الضلال، نحو: فأين تذهبون (التكوير:26)، والوعيد كقولك لمن يسيء الأدب: "الم أؤدب فلانا( إذا علم المخاطب ذلك. والقرير بإيلاء المقرر به الهمزة كما مر، والإنكار كذلك نحو: أغير الله تدغون (الاتعام:4) أغير الله أتخذ وليا (الأنعام:14)، وهنه: اليس الله بكافي عبده (الزمر:36) أي الله كاف عبده؛ لأن إنكار النفي نفي له، ونفي النفي إثبات، وهذا مراد من قال: إن الهمزة فيه للتقرير بما دخله النفي لا بالنفي، ولإنكار الفعل صورة أخرى،00.....
وأي تستعمل: فيه إشعار بأنه يحتمل أن يكون مشتركة بين المعنيين ، وأن يكون في أحدهما حقيقة وفي الأحرى محازا.
ثم إن إلخ: وإنما ذكر 0ثم1؛ لأن هذه الكلمات من المؤكدات في هذه المعانى. ما لي إلخ: كأنه يقول: حدث أمر عحيب غير معتاده، وهو عدم حضور الهدهد؛ لأته كان دائم الملازمة له، فينبغى آن يستفهم عن مثل هذا الأمر لإظهار التعحب، وإلا لا معى لاستفهام العاقل عن حال نفسه. والتبيه: أى تنبيه المتكلم المخاطب.
الم أؤدب: فامتنع أنه لطلب العلم؛ لأنه حاصل، فيتولد منه وعيد لسىء الأدب، لأن قوله: 1الم أؤدب" فيما علم بالتاديب، يستلزم أنه لو فعل خلاف الأدب لأؤدب، وهذا هو الوعيد. والتقرير: أي حمل المخاطب على الإقرار كا يعرفه، وإلجاؤه إليه بايلاء المقرر به الهمزق أي بشرط أن يذكر بعد الهمزة ما حمل المخاطب على الإقرار به، كما مر في حقيقة الاستفهام من إيلاء المسوول عنه الهمزة، تقول: "أضربت زيدا1 في تقريره بالفعل، والأنت ضربت" في تقريره بالفاعل، و"أزيدا ضربت" في تقريره بالمفعول، وعلى هذا القياس أغير الله تدعون: أي إنكارا لدعوقم غير الله لا بمحرد الدعوى. ومنه: أي من مجيء الهمزة للإتكار: نفي النفي إلخ: هذا دليل على أن معناه: الله كاف. للتقرير: أي حمل المخاطب على الإقرار بما دخله النفي، وهو "الله كاف"، لا بالنفى وهو ليس الله بكاف، فالتقرير لا يجب أن يكون بالحكم الذي دخلت عليه الهمزة، بل ما يعرف للمخاطب من ذلك الحكم إثباتا أو تفيا.
Halaman 57