============================================================
الفن الأول علم المعابني وقد ينزل المعلوم منزلة المجهول لاعتبار مناسب، فيستعمل له الثاني إفرادا نحو: وما محمد إلا رسول (آل عمران:144) أي مقصور على الرسالة، لا يتعداها إلى التبري من الهلاك نزل استعظامهم هلاكه مترلة إنكارهم إياه، أو قلبا نحو: إن أنتم إلا بشر مثلتا (ايراهيم: 10) فالمخاطبون وهم الرسل صلوات الله عليهم الصلاة والسلام لم يكونوا جاهلين بكوهم بشرا، ولا منكرين لذلك لكنهم نزلوا منزلة المنكرين؛ لاعتقاد القائلين أن الرسول لا يكون بشرا مع إصرار المخاطبين على دعوى الرسالة. وقولهم إن تحن إلا بشر مثلكم} (ابراءيم:11) من باب محاراة الخصم ليعثر، حيث يراد تبكيته لا لتسليم انتفاء الرسالة، وكقولك: "إنما هو أخوك" لمن يعلم ذلك ويقر به وأنت تريد أن ترفقه عليه. وقد ينزل المجهول منزلة المعلوم؛ لادعاء ظهوره، فيستعمل له الثالث، نحو: إنما نحن مصلحون (البقرة: 11)، 000000 لاعتبار مناسب: وهو ههنا استعظام هلا كه. لا يتعداها: فالمخاطبون وهم الصحابة عظ كانوا عالمين بكونه مقصورا على الرسالة، غير جامع بين الرسالة والتبرؤ عن الهلاك لكنهم لما كانوا يعدون هلاكه أمرا عظيما نزل إلخ إن أنتم إلخ: فإن المخاطيين هذا الكلام وهم الرسل، لم يكونوا جاهلين بكوفم بشرا، ولا منكرين لذلك لكنهم نزلوا منزلة المنكرين، فكأن الرسل اعتقدوا الرسالة لا البشرية، والكفار قلبوا وأثبتوا البشرية مكان الرسالة.
وقولهم إلخ: حواب سؤال مقدر، وهو أن القائلين أي الكفار ادعوا التنافي بين البشرية والرسالة، وأن المحاطبين مقصورون على البشرية، والمحاطبون قد اعترفوا بكوفم مقصورين على البشرية، حيث قالوا: إن نحن إلا بشر مثلكم (ابراهيم: 11) فكأفم سلمزا انتفاء الرسالة عنهم، أشار إلى حوابه بقوله: "وقوهم إلخ، وحاصل الجواب أهم قالوا: إن ما ادعيتم من كوننا بشرا، فحق لا تنكره، ولكن هذا لا ينافي أن يمن الله علينا بالرسالة، فلهذا أثبتوا البشرية لأنفسهم. وكقولك: عطف على قوله: "كقولك لصاحبك، وهذا مثال لأصل "انما1، أي الأصل في "انما أن يستعمل فيما لا ينكره المخاطب كقولك إلخ ترفقه عليه: أي تجعل رفيقا مشفقا عليه إا إلخ: ادعى اليهود أن كوهم مصلحين أمر ظاهر، من شأنه أن لا يجهله المحاطب ولا ينكره، ولذلك جاء في جواهم: ألا إنهم. (البقرة:12)، من جعل الجملة الإسمية الدالة على الثبات، وتعريف الخبر الدال على الحصر، وتوسيط ضمير الفصل المؤكد لذلك، وتصدير الكلام بحرف التنبيه الدال على أن مضمون الكلام مما له خطر وبه عناية، وتأكيده باإن1، ثم تعقيبه ما يدل على التقريع والتوبيخ، وهو قوله: ولكن لا يشعرون} (البقرة: 12).
Halaman 51