============================================================
علم المعابي الفن الأول فدلالة الرابع بالفحوى، والباقية بالوضع. والأصل في الأول النص على المثبت والمنفي كما مر، فلا يترك إلا لكراهة الإطناب، كما إذا قيل: ازيد يعلم النحو والتصريف والعروض، أو ازيد يعلم النحو وعمرو وبكر1، فتقول فيهما: "زيد يعلم النحو لا غير1، أو نحوه. وفي الباقية النص على المثبت فقط، والنفي لا يجامع الثابي؛ لأن شرط المنفي ب"لا" أن لا يكون منفيا قبلها بغيرها، ويجامع النفى الأخيرين فيقال: "انما أنا تيمي لا قيسي)، و: "هو يأتيني لا عمروا؛ ولأن النفي فيهما غير مصرح به، كما يقال: "امتنع زيد عن المجيء لا عمرو1. السكاكي: شرط محامعته للثالث: أن لا يكون الوصف مختصا بالموصوف نحو إنما يستجيب الذين يسمعون (الأنعام: 36) وعبد القاهر: لا تحسن في المختص كما تحسن في غيره، وهذا أقرب. وأصل الثاني: أن يكون ما استعمل له مما يجهله المخاطب وينكره، بخلاف الثالث ، كقولك لصاحبك وقد رأيت شبحا من بعيد: "ما هو إلا زيد" إذا اعتقده غيره مصرا.
بالفحوى: أي عفهوم الكلام، بمعنى أنه إذا تأمل صاحب التوق السليم فيه، فهم القصر وإن لم يعرف اصطلاح البلغاء في ذلك. لاغير: أما في الأول فسعناه لا غير النحو، أي لا التصريف ولا العروض، ففيه قصر الموصوف، وأما في الثاني فمعناه: ولا غير زيد، أى لا عمرو ولا بكر، ففيه قصر الصفة. أو نحوه: أى نحو "لا غير1 مثل "لا ما سواه1. وفي الباقية: أى الأصل في الثلاثة الباقية. لايجامع الثاي: أي النفي والاسشناء، فلا يصح ما زيد إلا قائم لا قاعد. ويجامع النفي: أي النفي ب"لا2 العاطفة. الأخيرين: أي "انما(1 والتقدسم.
فيهما: أي في "انما والتقدم غير صرح بل صريحهما الإثبات بخلاف النفى والاسشناءه فإن صريحها التفي، كما يقال: امتنع الخ، فان "امتنع يدل على تفى الجيء عن زيد، لكنه دلالة تضمنية. إنما يستجيب: فإنه يمتنع أن يقال: لا الذين لا يسمعون، لأن الاستحابة لا تكون إلا ممن يسمع. وهذا اقرب: (أي غير المختص] إلى الصواب؛ إذ لا دليل على الامتناع عند قصد زيادة التحقيق والتاكيد. بخلاف الثالث: أي "(نما1، فإن أصله أن يكون الحكم المستعمل هو فيه مما يعلمه المخاطب ولا ينكره.
Halaman 50